admin
نشر منذ سنتين
2
زَكَرِيَّا بن برخيا بن عِدُّو

زكريا والجواب على أسئلة الشعب



← اللغة الإنجليزية: Zechariah – اللغة العبرية: זְכַרְיָה – اللغة اليونانية: Ζαχαριας – اللغة القبطية: Zaxariac.


زكريا والجواب على أسئلة الشعب
عندما دمرت أورشليم وأخذ الشعب إلى السبى ، وتحول الهيكل ركاماً وأنقاضاً وتراباً ، فقد الشعب طقوسه وفرائضه ، غير أنه فى السبى – وقد سيطر عليه الحزن ، واستبد به الألم – رأى أن يأخذ نفسه بألوان من الصوم ، لم تكن عنده أصلا ، وعاش السبعين عاماً وهو يصوم وينوح فى الشهر الخامس والسابع ، … وبعد أن انتهى السبى، كان لابد أن يسأل نفسه هذا السؤال : ترى هل يستمر فى الصوم ، أو يغيره ، أو يقلع عنه ؟؟ ، .. وقد كان من المشجع على الاستمرار ، أنه رغم العودة إلى أورشليم فإن الخراب الذى يسود البلاد ، والحياة التى يعيشها الناس فى ضعف وفقر وجدب ، وماتزال قائمة باقية ، فهل يستمر فى الصوم إلى أن تنتهى وتتلاشى ؟ وقد أجاب اللّه على لسان زكريا ، مقرراً أن الأصل عند اللّه ليس الطقس أو الصوم ، بل حياة البر والطاعة ، وأنهم لو عاشوا هذه الحياة ، لما جاء السبى ، ولما كانت هناك حاجة إلى التزيد فى الطقوس والأصوام ، … وأن السر كل السر فى الضياع هو أن الناس لم تسمع لكلمة اللّه ولا لشريعته وإرشاده ، فكانت النتيجة مجئ غضب اللّه العظيم ، والعقاب المروع ، والنبى يكشف كيف أن الناس لم يسمعوا الشريعة ، إذ أصموا آذانهم وثقلوها ، وذلك سواء بالانتباه إلى أصوات أخرى تأتيهم من خداع العالم والخطية والشر ، أو أنهم تمردوا على الكلمة فامتنعوا عن سمعها ، بعد الإنصات أو عدم الذهاب إلى بيت اللّه ، ولم يقبلوا الخدمة ، فأداروا ظهورهم وأعطوا كتفاً معاندة ، وكانت النتيجة أن ضاع السلام وولى ، وجاء الخراب والتدمير والتشريد والنفى ، …
والسلام لا يمكن أن يأتى بالفرائض والطقوس ، … ومع أن زكريا كان يشجــــع على بناء هيكل اللّه ، ولكنه مع ذلك لم يحاول أن يربط السلام بمجرد المساهمة فى بناء البيت أو تزيينه . إن السلام يرتبط بشئ فى الداخل فى سريرة الإنسان وأعماقه ، ومن ثم فليس يكفى أن يصوم الصوم الطقسى فى شهور معينة من السنة ، بل المهم أن يحب الحق ويصنع الإحسان والرحمة ، ويمد يده للمساعدة ، ولمعونة الأرملة واليتيم والغريب والفقير ، إن مساعدة الضعيف والعاجز ثمرة من ثمرات الحياة الدينية المتعمقة مع اللّه ، وهنا نجد النبى يحض على الدين العملى ، وليس النظرى فحسب ، وإذ قد لا يفهم الإنسان العقائد اللاهوتية العميقة ، وقد يصعب عليه إدراك المباحثات الدينية البعيدة !! … لكنه يستطيع أن يحيا الحياة الدينية بممارستها !!
إذ يحدث هذا ، يقودنا النبى إلى العصر الذهبى المجيد الذى يتمتع فيه الناس بالحياة المبتهجة السعيدة ، فنرى المدينة وقد امتلأت بصبيانها وبناتها ، بشيوخها وشيخاتها ، وهم يجلسون فى الراحة والأمن والسلام ، دون ضيق أو إزعاج ، فإذا بدت الصورة جزئياً فى العودة من السبى ، إلا أن الأمر لن يقصر على شعب واحد ، لأنه : « هكذا قال رب الجنود سيأتى شعوب بعد وسكان مدن كثيرة وسكان واحدة يسيرون إلى أخرى قائلين لنذهب ذهاباً لنرضى وجه الرب ونطلب رب الجنود . أنا أيضاً أذهب . فأتى شعوب كثيرة وأمم قوية ليطلبوا رب الجنود فى أورشليم وليترضوا وجه الرب . هكذا قال رب الجنود : فى تلك الأيام يمسك عشرة رجال من جميع ألسنة الأمم يتمسكون بذيل رجل يهودى قائلين نذهب معكم لأننا سمعنا أن اللّه معكم » ” زك 8 : 02 – 32 ” وهنا نخرج من نطاق اليهودية الضيق ، إلى مجد المسيحية العظيم !! ..


هل تبحث عن  لاح فجر داود عندما ظهر الله لمعونته

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي