سر قوة يوسف الرامى

سر قوة يوسف الرامى

لم يخرج يوسف الرامى من التلمذة الخفية فى الظلام ، أو يصل إلى قوة التكريس الكامل فحسب ، بل أكثر من ذلك كان سر قوة وتشجيع لنيقوديموس ، الذى جاء إلى المسيح ليلاً ، وكان يحتاج إلى الدفعة التى تخرجه هو أيضاً إلى النور،… سار الاثنان وطلبا جسد يسوع وكفناه بأعز وأغلى الحنوط ، … ودفنه يوسف فى قبره الجديد فى البستان إتماماً للنبوة : ” ومع غنى عند موته ” ( إش 53 : 9 ) .

ومع أننا لم نسمع عن يوسف أو نيقوديموس بعد ذلك التاريخ إلا أنه من الممكن أن نختم الحديث عنه بالصورة التى تخيلها أحد الكتاب له فى ضجعة الموت وهو يقـــول : ” ادفنونى فى القبر ، وحيث وضع سيدى أوضع ، لقد مات من أجلى ، وأموت من أجله ، عند ذلك القبر تعلمت درساً خالداً ، كنت قبلا أعيش للعالم ، فلما ظهر المسيح عشت للعالم وللمسيح ، وهكذا ظللت ثلاث سنوات أفعل المستحيل فى الجمع بين النور والظلام ، وهكذا ظللت ثلاث سنوات ، كنت فى الداخل للمسيح ، وفى الظاهر لليهود ، كان الداخل فىّ يقول أفسح لى يا يوسف لأظهر ، لكن السنهدريم والثروة وشهادات العالم والخوف من اليهود جعلتنى جميعها لا أستمع لهذا الصوت،… وأخيراً جاء صوته القائل : ” إنهم يقتلوننى يا يوسف ” ، وهنا تمزق كل شئ ومات يوسف الجبان وإذا كان قد حرمونى من السنهدريم ، فإن ذلك لم يفزعنى ، بل إنى سعيد ، وفى الاضطهاد أنا سعيد ، … إذ لم أعرف الحياة فى الواقع ، ولم تبدأ لى فى جلالها قبل أن أسكب مع نيقوديموس الطيب على جسده !! .. ” شكراً للّه على الصليب الذى حول الرجل من التلميذ المختفى إلى الآخر . الذى ظهر فى ملء الوضوح والعلانية أمام اللّه والناس !! ..

هل تبحث عن  إبطال قوة السحر

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي