سلطان النعمة والنور في كفرناحوم

«فصرخَ قائلاً: آه! ما لنا ولكَ يا يسوعُ الناصِريّ! أتيتَ لتُهلِكنا! أنا أعرفكَ مَن أنتَ: قُدُّوس الله!» ( مرقس 1: 24 )
كان هناك إنسانٌ به روح شرير في مجمع كفرناحوم. وإذ دخل ـ تبارك اسمه ـ إلى المجمع، وبدأ يُعلِّم ( مر 1: 21 – 27)، إذا بالروح الشرير يُثير الاضطراب في المجمع، شاهدًا لقداسة الرب رغمًا عنه. وإذا بالرب يُخرسه ويأمره بالخروج من الإنسان المسكين، فيخرج.
 أيهما تتبع؟ هنا نرى أسلوب الخادم الكامل في المُعاملة مع الشياطين. فنرى سُلطانه على الأرواح النجسة بالأمـر وبكلمات قليلة: اخرس واخرج منه. فلا حديث له ولا مُفاوضة، ولكنها أوامر عسكرية طاعتها المُطلقة واجبة والشياطين طائعة. ولأول مرة في تاريخ البشرية كلها، نرى الشياطين صارخة أمام إنسان غير مُحتملة قداسته، مُعلِنة هزيمتها الساحقة، أمام ابن الله. ويا للعجب حينما نرى مُخيف البشر يسأل الرب خائفًا «أتيتَ لتهلكنا؟» ( مر 1: 24 )! ما أروع تغيير الأوضاع! فسلطان الشيطان قد انهار أمام ابن الإنسان. أيهما تتبع؟
 ما لنا ولك: «ما لنا ولك يا يسوع الناصري … قدوس الله» ( مر 1: 24 ): صدَقَ أبو الكذاب في هذه المرة، فهل للروح النجس علاقة بالقداسة الإلهية؟ وهل لمصدر كل كبرياء علاقة بالناصري عنوان الاتضاع؟! قارئي المبارك: هل هناك ما يربط بينك وبين يسوع الناصري قدوس الله؟ هل لك نصيب في القداسة الإلهية والاتضاع المجيد؟ أم أنك تتفق مع الشياطين في قولهم: ما لنا ولك؟ أي لا يربط بيننا وبينك أية علاقة، أيها الناصري القدوس.
 كلمة الرب: وإن كان وجود القدوس أمرًا لا يُحتَمَل من الروح النجس، ولكن كلمته ـ تبارك اسمه ـ هي التي أثارت ذلك الروح، وهي بذاتها التي كان لها سلطان أن تُخرجه. وفي ذات المناسبة يذكـر البشير مرقس أنه «كان يُعلِّمهم كمَن لَهُ سلطان وليس كالكتَبَة» ( مر 1: 22 ). فنرى التركيز على سلطان كلمته على النفوس، وكذلك تأثيرها على الشياطين. هكذا يُعلن لنا الوحي جانبي مجده بكل وضوح؛ كمن يُعلِّم بسلطان النعمة، وكمَن سلطان نوره وحقه الشخصي قد أزعَجَ وأخضعَ وأخرَجَ الأرواح النجسة. ويا تُرى ما تأثير كلمته، ونور محضره على حياتنا؟

هل تبحث عن  حضن المسيح دافئ وواسع ومريح

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي