سمات سفر يهوديت

سمات سفر يهوديت



1. يتسم السفر بالسلاسة في الأسلوب.
2. عالج السفر موضوع الألم، وهو الموضوع الذي يشغل بعض الأسفار الأخرى. لم يُظهر الألم هنا كتأديب أو عقاب لقمع خطايا معينة، إذ لم يرتكب الشعب عبادة الأوثان كما فعل في الماضي (8: 18-21). إنه ليس علامة غضب إلهي، بل نراه هنا دعوة إلى فضيلة أسمى وإلى بذل النفس من أجل خلاص الشعب وإنقاذ المدينة المقدسة (8: 21-24). لقد قبلته يهوديت بروح الشكر بكونه علامة على عناية الله بشعبه (8: 25)(4).
3. أبرز السفر خطورة الكبرياء، فنرى نبوخذنصر يُقيم نفسه إلهًا، ويستخدم القوة لاعتراف كل الشعوب به أنه الإله الأوحد (3: 8).
4. يرى بعض الدارسين أن هذا السفر مثل دانيال يعتبر سفر رؤيوي أخروي، يقدم لنا رؤية عن أحداث مجيء ضد المسيح. لكن وإن حمل السفر المفهوم الرمزي والرؤيوي الأخروي إلا أنه سفر تاريخي يُسجل أحداثًا تاريخية حقيقية. يرى Scholz أن هجمات هولوفرنيس تمثل هجمات ضد المسيح على كنيسة الله في كل الأمم، ومدينة بيت فلوي ويهوديت تمثلان إسرائيل والكنيسة(5).
لقد حملت تسبحة يهوديت لمسات رؤيوية أخروية (16: 15، 17).
5. يرى كثير من الدارسين أن السفر لا يهدف إلى عرض تاريخي لحدث ما قدر ما يبرز الفكر اللاهوتي مع التركيز على الاهتمام بالطقوس الناموسية(6).
لقد كتب لتأكد أهمية المثابرة على الصلاة وحفظ الناموس، فيها غلبت امرأة أقوى الجيوش(7).
غاية الكاتب لا أن يستعرض قصة ما، بل أن يكرز(8).
يهدف السفر إلى تأكيد أن الله لن يتخلى عن شعبه ماداموا أمناء له، وأنه يليق بالمؤمنين أن يتحفظوا بل ويقاوموا العادات الشريرة والرجاسات التي تدنس المقدس؛ كما يقدم يهوديت كمثلٍ لبطلة تحب الله وتثق فيه(9).
6. لعل من أروع ما اتسم به السفر هو عدم الفصل بين الحياة الشخصية والحياة الجماعية، فمن جانب يصور لنا السفر حياة يهوديت التقوية الشخصية سواء خلال صلواتها الخاصة أو نسكها الشخصي أو تواضعها في مواقف كثيرة، وحياة الجماعة حيث نسمع صرخات الشعب معًا، وصلواتهم وتذللهم بروح جماعي. حتى في الطلبة لله امتزج الدافع الشخصي مع الجماعي، فكانت كل أسرة تخشى أن تُغتصب نساؤها وأن يؤسر أطفالها وفي نفس الوقت يخشى الهلاك من دمار المدن خاصة أورشليم مدينة الله، وأن يُدنس هيكل الرب بالعبادة الوثنية والرجاسات.
7. إن كان الشعب قد تذمر بسبب تجربة الشرب والطعام، حيث عسكر جيش أشور حول المياه في الوادي لمنع الشعب منه مصدر الشرب وأيضًا الطعام، فقد سمح الله ليهوديت أن تحمل رأس أليفانا في حقيبة وصيفتها التي كانت تضع فيها الطعام. وكأن الله يُقدم للشعب طعامًا خلال رأس أليفانا المقطوعة.
8. يُحسب البعض سفر يهوديت سفر الصلاة؛ ففي كل موقف عاشته يهوديت كانت ترتفع قلبها لله بالصلاة، وقد سجل لنا السفر بعض صلواتها وتسابيحها. وهو في هذا يكشف عن سرّ النصرة؛ هنا يهوديت تشبه إستير (وردت صلواتها في تتمة دانيال)، وسارة زوجة طوبيت، ووالدة الشهداء في مكابيين 2، وسوسنة العفيفة إلخ.

هل تبحث عن  الفرحان ببليَّة ( أمثال 17: 5 )

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي