54 ولما خرجوا من السفينة للوقت عرفوه. 55 فطافوا جميع تلك الكورة المحيطة وابتدأوا يحملون المرضى على اسرّة الى حيث سمعوا انه هناك. 56 وحيثما دخل الى قرى او مدن او ضياع وضعوا المرضى في الاسواق وطلبوا اليه ان يلمسوا ولو هدب ثوبه.وكل من لمسه شفي
+++++++++++++++++++++++++++++
في عدد 48 يذكر الكتاب ” ورآهم معذبين … ونحن الهزيع الرابع من الليل آتاهم ” أى من الساعة 3 إلى الساعة 6 صباحاً. أى أن التجربة إستمرت فترة طويلة.. تركهم السيد كل هذه الفترة ليس تجاهلاً منه، وإنما لتثبيت إيمانهم فيه، ليعرفوه أنه هو الماشي على المياه، الذي يجعل في البحر طريقًا. تركهم يتدربون على المثابرة وطول الأناة خاصة في الصلاة. وقد تظاهر أنه يتجاوزهم حتى يصرخوا إليه، فيؤكد لهم رعايته ويعلن لهم ذاته. وأخيراً دخل السيد السفينة في الهزيع الرابع ليرد لها سلامها بحلوله في وسطها.
+++ لا تخف أيها العزيز إن كان الليل يحيط بظلامه الدامس حولك، ففي الهزيع الأخير حينما يبدو كل شيء مستحيلاً أمامك يظهر رب المجد مشرقًا بنوره في داخلك.: فالظلام يسبق النور، هكذا ينبغي أن نصبر على التجارب حتى تشرق في نفوسنا معرفة الحق.
+++ قد يتركنا الله إلي حين حتى نجاهد ضد التيارات ( الشهوات والمصاعب ) ، فالجهاد حتي الدم (عب12: 4) مطلوب منا … فالله يحبنا وهو راعي نفوسنا . ولكنه بحكمته يعرف متى يتركنا ومتى يسرع لإنقاذنا … فهناك فرق بين الحب والتدليل المفسد للانسان.
تعجب التلاميذ عندما رأوا الرب يسوع يسير بجوارهم ماشيا على المياه، ولكن كان يجب عليهم أن يدركوا أنه لابد أن يأتي لمعاونتهم متى واجهوا شدة، فإن كان قد اختفى عن أنظارهم، فإنهم لم يختفوا عن نظره، فقد تغلب اهتمامه بهم على عدم إيمانهم. فمتى وجدت نفسك، في مرة قادمة، في “المياه العميقة”، فاذكر أن الرب يسوع يعرف ما أنت فيه من صراع ويهتم بك… فقط اطلبه بإيمان واثقاً فيه أنه سوف يأتي لنجدتك في الوقت المناسب.
خاف التلاميذ، ولكن محضر الرب هدأ مخاوفهم. وجميعنا نختبر الخوف، فهل نحاول أن نتعامل معه بذواتنا، أو نترك للرب يسوع أن يتعامل معه ؟ ففي أوقات الخوف والشك، فإن ما يبعث على الهدوء، إنما هو معرفة أن المسيح معنا دائما، وإدراك وجوده هو الدواء لكل خوف.
+++ هكذا ايها الحبيب … اذا دخل المسيح حياتنا ، صار الهدوء والراحة والطمأنينة … فلا سلام خارج المسيح ولا سلام كسلام المسيح.
حتي تلك اللحظة لم يكن التلاميذ يؤمنوا بأن المسيح هو ابن الله ، وربما يرجع ذلك لأنهم : (١) لم يقبلوا حقيقة أن الإنسان الذي يدعى يسوع هو في الحقيقة ابن الله. (٢) لم يجرؤا على تصديق أن المسيح يمكن أن يختارهم أتباعا له. إنه شيء أعظم من أن يصدق. (٣) لم يكونوا يدركون الغرض الحقيقي من مجيء يسوع إلى الأرض. وقد أخذ عدم إيمانهم صورة من سوء الفهم. وحتى بعد أن رأوا الرب يسوع يصنع معجزة ويطعم خمسة آلاف شخص، لم يستطيعوا أن يخطوا الخطوة الأخيرة للإيمان بأنه ابن الله. فلو أنهم فعلوا لما تعجبوا من استطاعته السير على الماء. لم يستطيعوا أن يطبقوا الحق الذي عرفوه، على حياتهم. ونحن نقرأ أن الرب يسوع مشى على الماء، ومع ذلك كثيرا ما نتساءل عن قدرته على العمل في حياتنا. فلا يكفي أن نؤمن بأن هذه المعجزات قد حدثت فعلا، بل يجب أن نطبق الحق على مواقف حياتنا.
+++++++++++++++++++++++
صلاة : ربي الحبيب لست أكلمك اليوم من جهة احكامك وانما أتحدث اليك بحسب ضعفي البشري … لماذا يا رب تنتظر حتي الهزيع الرابع ، أنت تعلم أننا وقت التجربة نشعر بمدي ضعفنا ونتلهف اليك لتنقذنا سريعاً لكنك قد تتنظر حتي الهزيع الرابع … ربي ان طول مدة الانتظار قد تجعلنا نتشكك في رعايتك واهتمامك بينا حتي وان وثقنا انك ستأتي حتما في وقت لا نعلمه … بل ان كثيرين قد سئموا الانتظار وتحولوا عنك بعيداً عندما لم تتدخل وقت طلبهم لك … وها تلاميذك كانوا معذبين طوال الليل وسط الأمواج فتأنيت عليهم حتي أخر الليل … ربي ان كان ولابد لي أن اختبر الثقة فيك … فلا تتخل عني تماما حتي الهزيع الرابع بل أرسل لي تعزياتك ومعونتك حتي تنتهي التجربة بالكامل … لست أسألك أن تمنع عني التجارب لكني أسألك أن لا تطيل التجربة فيزعجني الشيطان بحروبه ليقنعني انك نسيتني . آمين