شبيه ابن الآلهة

شبيه ابن الآلهة

أمر نبوخذ نصر الملك بإلقاء الثلاثة فتية شدرخ وميشخ وعبدنغو في آتون النار المحمى، لأنهم لم يسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه الملك، ولكن الملك فوجئ بالفتية يتمشون وسط الآتون محلولين من قيودهم، ولاحظ وجود شخص رابع له منظر مهيب بصحبتهم، كقول الملك: “… هَا أَنَا نَاظِرٌ أَرْبَعَةَ رِجَال مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ، وَمَنْظَرُ الرَّابعِ شَبِيهٌ بِابْنِ الآلِهَةِ” (دا 3: 25). لقد ذهل الملك من هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على أجسادهم، فأمرهم بالخروج من الآتون فخرج الرجال، ليشهدوا لإلههم، كقول الكتاب: “فَاجْتَمَعَتِ الْمَرَازِبَةُ وَالشِّحَنُ وَالْوُلاَةُ وَمُشِيرُو الْمَلِكِ وَرَأَوْا هؤُلاَءِ الرِّجَالَ الَّذِينَ لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَامِهِمْ، وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ، وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ، وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِمْ” (دا3: 27).

تغيَرَّت طبيعة النار بمشيئة إلهية، لكي لا تؤذي أجسام الفتية القديسين، مع أنها أحرقت الحبال المقيدة لهم، ومع أن الكثيرين قد اقشعرت أبدانهم، وصاروا في رعبٍ شديد من مجرد النظر إلى ألسنة النيران المشتعلة، ولكن مشاعر القديسين وهم وسط الآتون لم تكن الخوف، بل الفرح والفخر بإلههم، كقول الكتاب: “وَيَفْرَحُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَهْتِفُونَ، وَتُظَلِّلُهُمْ. وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو اسْمِكَ” (مز5: 11).

إن آتون التجارب قد يبدو لمن هم خارجه نار مميتة. أما لأولاد الله فهم يتمتعون وسط التجربة بحضور مبهج لابن الله، الذي وصفه نبوخذ نصر بأنه شبيه بابن الآلهة. إننا نلمس ذلك بصورة عملية من السلام والتعزية التي تغمر أولاد الله أثناء مرضهم أو فقدانهم لأحبائهم، فالعالم يتعجب من ثباتهم وعدم اضطرابهم في هذه الأوقات العصيبة. إن السبب وراء ذلك هو تعزيات الله لهم، والتي وصفها المرنم، بقوله: “عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي” (مز94: 19).

هل تبحث عن  احفظ قلبك قبل أى شئ آخر

القارئ العزيز… لا تهتم، ولا تقلق مقدمًا بخصوص الضيقات أو الاضطهادات أو المشاكل، التي قد يحتمل أن تتعرض لها مستقبلًا، لأن الرب يسوع المسيح ابن الله الحي قد وعد أن يكون معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر، ووعد أيضًا أن يمنحنا في وقت الضيق قوة ونعمة، لا يقدر عليها جميع المعاندين أو المقاومين لنا… سيحل روح الله القدوس عليك بنعمتة ويملأك كقوله: “… رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ” (1بط4: 14). فلا تقلق لأن التجربة ستخلصك فقط من بعض القيود التي تضايقك.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي