admin
نشر منذ سنتين
2
<B>

شرح الكتاب المقدس – العهد القديم – القس أنطونيوس فكري

راعوث 1 – تفسير سفر راعوث

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 1 - تفسير سفر راعوث

آية (1): “حدث في أيام حكم القضاة أنه صار جوع في الأرض فذهب رجل من بيت لحم يهوذا ليتغرب في بلاد مواب هو وامرأته وابناه.”
حدث = تربط هذه القصة بسفر القضاة.
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 1 - تفسير سفر راعوث
صار جوع = لقد سمح الله بالمجاعة للتأديب ويبدو أن اليمالك لم يفتقر تمامًا، فنعمى ذهبت وهي ممتلئة (آية 21). ولكنه لم يستطع أن يتحمل هذا الصليب البسيط وهرب من بيت لحم إلى موآب ولكنه مات ومات إبنيه. والمعنى الرمزي أننا لن نستطيع أن نهرب من أي ضيقة بهروبنا من الله، بل علينا أن نهرب إلى الله. فأليمالك هرب من بيت لحم وأورشليم وذهب إلى موآب الوثنية. وهو هنا يمثل من يظن أن الكنيسة بيت لحم هي حرمان وأن المسيح خسارة فيهرب للعالم ليشبع ملذاته فيفقد كل شيء. عمومًا فأي ضيقة هي تأديب من الله علينا أن نقبله لا أن نهرب منه فيؤتى ثماره. وهذه المجاعة كانت لتأديب إسرائيل على الفساد الذي تفشى وسطهم ورأيناه في سفر القضاة.

آية (2): “واسم الرجل اليمالك واسم امرأته نعمي واسما ابنيه محلون وكليون افراتيون من بيت لحم يهوذا فأتوا إلى بلاد مواب وكانوا هناك.”
أليمالك = الهى ملك. بيت لحم = بيت الخبز وأفراته اسم ثانى لها بمعنى ثمار. نعمى = الحلوة أو متنعمة القلب. محلون = المستضعف أو جدب أو مرض. كليون = الهزيل أو خراب. وأسماء الأولاد متمشية مع المجاعة، هي صدى لها. ولاحظ أن المسيح خبز الحياة وولد في بيت لحم (أي بيت الخبز). والمعنى الرمزي أن أليمالك لهُ اسم حلو فهو يمثل من لهُ الحياة الروحية المظهرية لكن بلا عمق، وهذا يترك بيت لحم أي لا يكون لهُ حياة المسيح فيكون حياته غير مثمرة (أفراته) وعقيمة ومجدبة (محلون وكليون). ومثل هذا لا يكون لهُ ثمار لأنه يطلب لذة الجسد (نعمى).

الآيات (3-5): “ومات اليمالك رجل نعمي وبقيت هي وابناها. فأخذا لهما امرأتين موابيتين اسم إحداهما عرفة واسم الأخرى راعوث وأقاما هناك نحو عشر سنين. ثم ماتا كلاهما محلون وكليون فتركت المرأة من ابنيها ومن رجلها.”
منع الله شعبه أن يختلط بموآب لوثنيتها (تث 23: 3،4 + 7: 3،4). ولكننا نجد أولاد أليمالك يتزوجوا بموآبيات ضد الشريعة. وهذا خطأ الأب الذي ترك أرضه.

الآيات (6، 7): “فقامت هي وكنتاها ورجعت من بلاد مواب لأنها سمعت في بلاد مواب أن الرب قد افتقد شعبه ليعطيهم خبزا. وخرجت من المكان الذي كانت فيه وكنتاها معها وسرن في الطريق للرجوع إلى ارض يهوذا.”
عادت نعمى لأرضها مثل عودة الابن الضال. فالله يسمح بتأديبات كثيرة حتى نرجع إليه ونشعر بخطايانا ونشتاق للعودة. ونعمى بعد فقد رجلها وإبنيها صارت بلاد موآب لها مُرَّة فالله يُمرَّرْ لأولاده أرض الخطية ليشتهوا العودة إليه كما فعل مع الابن الضال. وقد يُمرَّرْ لنا الأرض لنشتهى السماء (المقصود بتمرير الأرض، الضيقات والآلام).

الآيات (8، 9):” فقالت نعمي لكنتيها اذهبا ارجعا كل واحدة إلى بيت أمها وليصنع الرب معكما إحسانا كما صنعتما بالموتى وبي.و ليعطكما الرب أن تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها فقبلتهما ورفعن أصواتهن وبكين.”
نلاحظ رقة التعامل من نعمى لكنتيها. وهن شعرن بمحبتها أثناء عشرتهن لها فتمسكن بألاَّ يفارقنها، لقد ردوا الحب بالحب (آية 10).

الآيات (10-13): “فقالتا لها أننا نرجع معك إلى شعبك. فقالت نعمي ارجعا يا بنتي لماذا تذهبان معي هل في أحشائي بنون بعد حتى يكونوا لكما رجالا. ارجعا يا بنتي واذهبا لاني قد شخت عن أن أكون لرجل وأن قلت لي رجاء أيضًا باني أصير هذه الليلة لرجل وألد بنين أيضا. هل تصبران لهم حتى يكبروا هل تنحجزان من أجلهم عن أن تكونا لرجل لا يا بنتي فأنى مغمومة جدا من أجلكما لأن يد الرب قد خرجت علي.”
الشريعة تنص أنه لو مات الرجل دون أن ينجب يتزوج شقيقه من أرملته ليقيم لهُ نسلًا، أو أقرب ولى.

ونعمى تشرح استحالة تحقيق هذا. وهي لم تذكر شيئًا عن أن هناك وليين في يهوذا فهي لا تعرف موقفهما بعد طول غيابها في موآب. وهي لا ترضى لكنتيها أن يبقوا أرامل كل حياتهن فهي خافت إن رجعت بهن إلى يهوذا أن لا يقبل أحد من رجال يهوذا أن يتزوج منهن لأنهن وثنيات ولا حتى الوليين لذلك فضلت رجوعهن إلى موآب.


شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 1 - تفسير سفر راعوث

أختيار راعوث الحكيم بالبقاء مع حماتها نعمي: “شعبك شعبي وإلهك إلهي” – راعوث 1: 16
آية (14): “ثم رفعن أصواتهن وبكين أيضًا فقبلت عرفة حماتها وأما راعوث فلصقت بها.”
عرفة حملت وفاءً صادقًا لحماتها لكنها عادت لأهلها. ورمزيًا فهي تمثل من يحب المسيح لكنه ليس على استعداد لترك ملذات العالم من أجله، فهم يحبون المسيح لكنهم يحبون العالم أكثر. وأمّا راعوث فقد فاقت الحدود البشرية في محبتها وأصبحت تمثل من يترك بإيمانه أرض الخطية لينطلق إلى المسيح كما ترك إبراهيم أور وحاران.

الآيات (15-18): “فقالت هوذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها والهتها ارجعي أنت وراء سلفتك. فقالت راعوث لا تلحي علي أن أتركك وارجع عنك لأنه حيثما ذهبت اذهب وحيثما بت أبيت شعبك شعبي وإلهك الهي. حيثما مت أموت وهناك اندفن هكذا يفعل الرب بي وهكذا يزيد إنما الموت يفصل بيني وبينك. فلما رات أنها مشددة على الذهاب معها كفت عن الكلام إليها.”
التصاق راعوث بحماتها يرمز لالتصاق الشخص بالكنيسة وعن طريق ذلك الالتصاق يحدث الزواج مع العريس المسيح كما تزوجت راعوث ببوعز. هكذا يفعل الرب بى= راعوث تقسم باسم الرب وهذا يظهر تمسكها بإله إسرائيل كإله لها. ولاحظ إلى أي درجة كانت محبة راعوث….حتى الموت. لقد أعطت نعمى حبًا لكنتيها وها هي تجنى ثمار حبها.. ولقد أحبنا المسيح حتى الموت فهل نحبه نحن؟

آية (19): “فذهبتا كلتاهما حتى دخلتا بيت لحم وكان عند دخولهما بيت لحم أن المدينة كلها تحركت بسببهما وقالوا أهذه نعمي”
تحركت المدينة بسببهما = لأن الكل توقع أن تدخل نعمى بأولادها وأحفادها ومعها خيرات كثيرة ولكنها رجعت فارغة تمامًا إلاّ من كنتها التي هي الآن ثقلًا ومسئولية.

الآيات (20، 21): “فقالت لهم لا تدعوني نعمي بل ادعوني مرة لأن القدير قد امرني جدًا. أنى ذهبت ممتلئة وأرجعني الرب فارغة لماذا تدعونني نعمي والرب قد أذلني والقدير قد كسرني.”
لقد حسبت نعمى ما حدث لها علامة غضب من الله بسبب خطاياها.

آية (22): “فرجعت نعمي وراعوث الموابية كنتها معها التي رجعت من بلاد مواب ودخلتا بيت لحم في ابتداء حصادالشعير.”
ودخلتا بيت لحم في ابتداء حصاد الشعير = ها هي عادت لبيت لحم لتجد الحقول ممتلئة ومن يعود للكنيسة سيجد خيرات كثيرة. والله يشبع كل نفس عائدة إلى بيت لحم (الكنيسة). مولود بيت لحم قادر أن ينزع مرارة النفس التي عادت وهي مُرّة.

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - راعوث 1 - تفسير سفر راعوث

</B>


هل تبحث عن  اعتراف المجمع المقدس بقداسة حبيب جرجس

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي