شرح الكتاب المقدس – العهد القديم – القس أنطونيوس فكرييشوع 16 – تفسير سفر يشوع
نصيب أفرايم :- كان نصيبه في وسط إسرائيل في أجود الأراضى وأغناها خصوبة وأروعها جمالًا. وكان هذا تحقيقًا لنبوات يعقوب وموسى (تك 49: 25،26 + تث 33: 13).الآيات (1،2): “وخرجت القرعة لبني يوسف من أردن أريحا إلى ماء أريحا نحو الشروق إلى البرية الصاعدة من أريحا في جبل بيت إبل. و خرجت من بيت ايل إلى لوز وعبرت إلى تخم الاركيين إلى عطاروت. “
وخرجت القرعة لبنى يوسف = أتى يهوذا أولًا فالملوك منه وسيأتي منه المسيح ثم يأتي أفرايم ومنسى بنى يوسف لأن يوسف أخذ البكورية الجسدية وكان له نصيب أثنين. وكلمة إفرايم تعنى الثمر المتكاثر فإن جاء سبط المسيح أولًا يأتي بعده الثمر المتكاثر أي المؤمنين (يو12: 24). فسبط يهوذا يشير لمن اتحد بالمسيح وصار من لحمه ومن عظامه. ويأتي سبط أفرايم ليشير لمن يؤمن بالمسيح فيزداد الثمر. ويلاحظ في تقسيم أرض الموعد أن أفرايم ونصف منسى أخذا منتصف كنعان (السامرة) لأن شكيم كان قد عينها يعقوب ليوسف (تك 48: 21،22 + يش 24 : 32). فيها دفنت عظام يوسف وقد صارت من نصيب منسى بينما صارت شيلوه من نصيب أفرايم ولكلا البلدين ذكريات روحية خاصة عند اليهود. فشيلوه اختارها يشوع مقرًا للتابوت والخيمة وفيها قسم يشوع الأرض ووزعها على الأسباط 18: 1، 8-10. وقد بقيت الخيمة حوالي 300 سنة في شيلوه. والله أحب شيلوه طالما عاشت في قداسة ولكن حين أخطات هجرها فخربت (أر 7: 12، 14 + 26: 6،9) وغالبًا تم هذا وقت هزيمة الشعب بيد الفلسطنيين أيام عالى الكاهن. وكل نفس تختار الشر لها طريقًا يتركها الله فتخرب.آية (3): “ونزلت غربا إلى تخم اليفلطيين إلى تخم بيت حورون السفلي وإلى جازر وكانت مخارجها عند البحر.”
وكانت مخارجها = نهايات حدودها أو بدايات حدودها.الآيات (4-9): “فملك ابنا يوسف منسى وافرايم.و كان تخم بني افرايم حسب عشائرهم وكانت تخم نصيبهم شرقا عطاروت ادار إلى بيت حورون العليا. وخرج التخم نحو البحر الى المكمتة شمالا ودار التخم شرقا إلى تانة شيلوه وعبرها شرقي ينوحة. و نزل من ينوحة إلى عطاروت ونعرات ووصل إلى اريحا وخرج إلى الاردن. وجاز التخم من تفوح غربا إلى وادي قانة وكانت مخارجه عند البحر هذا هو نصيب سبط بني افرايم حسب عشائرهم. مع المدن المفرزة لبني افرايم في وسط نصيب بني منسى جميع المدن وضياعها. فلم يطردوا الكنعانيين الساكنين في جازر فسكن الكنعانيون في وسط افرايم إلى هذا اليوم وكانوا عبيدا تحت الجزية.”
كما أهمل يهوذا طرد اليبوسيين أهمل إفرايم طرد الكنعانيين فكان ذلك سببًا لسقوطهم. ولاحظ أن عطية الله لأفرايم أرض عظيمة ولكن دائمًا هناك مقاومة وإن تراخينا في حروبنا نخسر عطية الله.
إفرايم يمثل الشبع بثمار الروح والدخول للحياة السماوية (جانب إيجابي). . أما منسى فيمثل نسيان هموم العالم وملذاته (جانب سلبي). وكلاهما متكاملان كعمل واحد. ويتقدم إفرايم على منسى لأن الجانب الإيجابي يتقدم السلبي.
</B>