1- “سبحوا الله في جميع قديسيه”، وفي نسخة أخرى: “في قديسه”،
وأخرى “في الشخص المُقدّس الذي له”:
هنا نجد إشارة إما للشعب، أو للحياة المقدسة أو للقديسين.
نلاحظ كيف أن الكاتب بدوره ختم كتاب المزامير بتقديم الشكر والتسبيح
، نتعلم من هذا أن يكون الشكر في بداية ونهاية كل أعمالنا وأقوالنا.
لذلك يقول بولس أيضاً: “وكل ما عملتم بقول أو فعل
فاعملوا الكل باسم الرب يسوع المسيح شاكرين الله والآب به” (كو 3).
لهذا السبب العبارة الافتتاحية من صلاتنا تبدأ أيضاً بقولنا “أبانا”،
والتي تقال من جانب أولئك الذين يقدمون الشكر على الخيرات المقدمة لهم،
مظهرين أنها كلها بسبب هذا الاسم (اسم المسيح).
وبقولكم “أبانا”، اعترفتم ببنوتكم لله، وباعترافكم بالبنوة أعلنتم أيضاً البر،
والتقديس، والفداء، وغفران الخطايا، وشركة الروح القدس. فكل هذا يجب أن يكون حاضراً مقدماً،
حتى يمكننا التمتع بالبنوة، ونكون مستحقين أن ندعوه: “أبانا”.
يبدو لي أنه يلمح بشيء آخر بالتحدث بهذه الطريقة: عبارة “في قديسيه” تعني “من خلال قديسيه”
. لذا قدموا الشكر والتسبيح لله لأنه قدّم للبشر مثل هذه الطريقة الرائعة للحياة وإدخالها إلى وجودنا،
أو بكلمات أخرى، سبحوه لكونه جعل من البشر ملائكة.