كارت التعريف بالمقال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
إسم الكاتب | المهندس مكرم زكي شنوده |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2019 |
الخلقة الأولى هى الأساس الذى منه نعرف ما هى الإرادة الإلهية نحو الإنسان ، فإن كان قد خلق لآدم عدة نساء ، لإستدَّ كل فم .
ولكن الله خلق له زوجة واحدة ، ثم إستمر الجيل التالى له ، وهو إبنه شث ، على مبدأ الزوجة الواحدة ، ولم يبدأ تعدد الزوجات ، مع زيادة الشرور ، والبعد عن الله ، إلاَّ عندما بدأه: “لامك” ، فى الجيل السادس ، من نسل قايين قايين — قاتل أخيه — ومنذ ذلك الحين ، كان البعض يلتزمون بالزوجة الواحدة ، والبعض يتهاونون فى ذلك .
ولم يفرض الله على البشر وصايا تفوق مستواهم الهابط ، بعدما سقط الجنس البشرى كله بسقط أصله آدم .
وحتى إبراهيم ، ظل متمسكاً بالزوجة الواحدة ، بالرغم من أن زوجته كانت عاقراً ، ولم يجعله يتخذ أخرى ، إلاّ إلحاح زوجته سارة ، بأن يعطيها نسلاً من جاريتها ، إذ كانت تطمع فى أن يصبح الطفل الذى ستلده جاريتها — من إبراهيم — منسوباً لها ، بحسب نظام أهل ذلك الزمان. + ولكن ذلك الأمر لم يكن برغبة إبراهيم ، بل تحت إلحاح زوجته ، بالإضافة لأنه لم تكن توجد شريعة تمنع ذلك ، بل كان كل واحد يتصرف بما يمليه عليه ضميره .
كما أن إسحق تزوج بواحدة ، وإستمر كذلك بالرغم من أنها كانت عاقراً ، حتى أنعم الله عليها بالبنين ، وحتى يعقوب ، لم يكن مزمعاً على التزوج بغير راحيل ، ولكن خاله أورطه فى الزيجة الثانية ، وزوجاته — بسبب الغيرة — كن يدفعنه للدخول على جواريهن ، إذ كان نسل الجارية ينسب لسيدتها ، مثلما كان فى أيام إبراهيم ، ولأنه — أيضاً — لم تكن توجد شريعة تمنع ذلك ، بل يتصرف الإنسان بما يرتضى به ضميره .
ولكن بعد عهد النعمة ، صار هذا الأمر — الذى كان إختيارياً — ملزماً ، بشريعة العهد الجديد .
فالسابقون ، لا نعتبرهم مذنبين ، إذ لم تكن هناك شريعة مانعة حتى يخالفوها ويذنبوا بسببها .
وذلك الأمر يتساوى مع كل ما كان يتدرج به الله ، بالبشرية ، فلا عقوبة لمن كان لا ينفذ ما ستكون عليه المرحلة التالية ، أى لا يوجد ذنب إلاَّ على مخالفة التشريع الموجود فعلاً ، وليس بأثر رجعى ، فإن ذلك ضد العدل الإلهى .