admin
نشر منذ سنتين
2
شكنيا يليق بالقائد أن يكون مملوء رجاءً


وَقَالَ شَكَنْيَا بْنُ يَحِيئِيلَ مِنْ بَنِي عِيلاَمَ لِعَزْرَا:
إِنَّنَا قَدْ خُنَّا إِلَهَنَا،
وَاتَّخَذْنَا نِسَاءً غَرِيبَةً مِنْ شُعُوبِ الأَرْض.
وَلَكِنِ الآنَ يُوجَدُ رَجَاءٌ لإِسْرَائِيلَ فِي هَذَا [2].

يليق بالقائد أن يكون مملوء رجاءً، ففي وسط كل الظروف القاسية يرى أحضان الله مفتوحة تنتظر النفوس الساقطة أن ترجع وتتوب. أما هنا فنرى شكنيا يسند القائد العظيم عزرا بروح الرجاء. فكما يحتاج الشعب إلى مساندة القائد، فإن القائد أيضًا إنسان يحتاج إلا مساندة المؤمنين روحيًا. هذا ما يدفع الكنيسة أن تصلي في كل ليتورجياتها من أجل البابا والأساقفة والكهنة والشمامسة وكل الخدام، كما تحث الشعب على صلاة من أجلهم في صلواتهم الخاصة.
* المدبِّرون أيضًا يوصون الشعب للصلاة من أجلهم، هكذا يقول الرسول للكنيسة: “مصلِّين في ذلك لأجلنا نحن أيضًا” (كو 4: 3).
فالرسول يطلب من أجل الشعب، والشعب يصلِّي لأجل الرسول.
يا إخوتي… إنَّنا نصلِّي من أجلكم، فهل تصلُّون أنتم من أجلنا؟!
ليصلِّ كل عضو من أجل الآخر، وليشفع الرأس المسيح من أجل الجميع (شفاعة كفاريَّة).
* أما بخصوص الكاهن (اسمه Boniface) فلا أقول لكم ألاَّ تحزنوا عليه، لأنَّه كيف لا نحزن على من فقد حب المسيح، وصارت لذَّته في خداعات الشيطان؟! إنه يجب أن تنوحوا، لكن لا يؤدِّي حزنكم إلى برودة الحب والتراخي في الحياة المقدَّسة. بل أنقذوه بصلواتكم إلى الله، حتى إن كان كاهنكم مذنبًا، فإن الله يصلحه سريعًا ليقوم بأعماله الرعويَّة في حياة مقدَّسة.
* إنك تهتم بشئونك الخاصة، ومتى أجدت إدارتها لا تكون مسئولًا عن شئون غيرك، أمَّا الكاهن فإنَّه إن سلك -في حياته الشخصيَّة- سلوكًا حسنًا، ولم يهتم بحياتك وحياة كل الذين حوله، سيُطرد مع الشرِّير إلى الجحيم. فإن لم يخنه سلوكه الشخصي، يهلك بسبب سلوكك أنت، ما لم يقم هو بالاعتناء بك.
والآن إذ عرفت مقدار الخطر الذي يتعرَّضون له، قدِّم لهم نصيبًا وافرًا من السلام… “لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم” بل والأمر ليس إلى هذا الحد، إنَّما “كأنهم يعطون حسابًا” (عب 13: 17).
لذلك يليق بهم أن ينالوا عناية منكم، لكنكم إن صرتم كالباقين تهينوهم (بإدانتكم لهم) فإن أموركم لن تدبَّر حسنًا. لأنَّه متى كان قائد السفينة متشجِّعا من الطاقم، صار الطاقم كله في أمان. أمَّا إذا سبّوه وأظهروا شروره متعِبين إيَّاه، فإنَّه لا يقدر أن يقود السفينة حسنًا، ولا أن يستخدم مهارته.
هكذا أيضًا الكاهن. إن كرَّمتموه (أطعتموه) يقدر أن يدبِّر أموركم. أمَّا إن ألقيتم به في اليأس، فإنكم تُضعِفون يديه، وتجعلونه كما تجعلون أنفسكم نهبًا للأمواج مهما بلغت شجاعتكم!

القديس أغسطينوس

هل تبحث عن  انبا آمون الطيبي

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي