شهود يهوه ومبادئهم

شهود
يهوه ومبادئهم

نشاهد
في هذه الأيام في مدننا وقرانا جماعات من الرجال والنساء، يوزعون الكتب والنشرات،
باسم شهود يهوه. وكتبهم ونشراتهم تتميز بأناقة أغلفتها وطباعتها المتقنة والصور
التي تزينيها. وأول ما يلاحظ القارئ في مطبوعاتهم كثيرة الشواهد التي يحشدونها في
محاولات لدعم آرائهم وإضفاء الصبغة الشرعية عليها. ومما يساعد على انتشارها
الأسعار الزهيدة التي تُعرض بها. وفوق هذا يتمتع مبشرو شهود يهوه بالقدرة على
التظاهر بالكياسة، وبالبراعة في تصنيع الكلام. وهذا يتيح لهم أن يجدوا قبولاً لدى
المواطنين الطيبين. كما أن طريقتهم في الإلحاح تأخذ في معظم الأحيان شكل التوسل،
فتقلل كثيراً من حالات الفشل.

أما
الحركة اليهوية فكان اسمها «الرسليون» نسبة إلى مؤسسها شارل تاز رسل 1852 – 1916.

كان
هذا الرجل تاجراً أمريكياً ميسور الحال. وقد قادته الصدف إلى الاتصال بجماعة
المجيئيين (السبتيين اليوم). فانضم إليهم وورث عنهم حب دراسة الكتاب المقدس،
وخصوصاً النبوات.

لقد
انكب على دراسة الأسفار المقدسة بهمة ونشاط، واستخرج عدة نبوات عن مجيء المسيح
ثانية، وابتداء الحكم الألفي، متوهماً أن باستطاعته أن يحدد تاريخ مجيء المسيح
بالظبط. ثم انصرف بعدئذ إلى التأليف والنشر، فأصدر عدة كتب أضخمها كتاب بعنوان
«دروس في الكتاب المقدس» وهو كتاب في سبعة مجلدات ضخمة جمع فيها أبحاث غير واضحة
وتآويل مبهمة في غالبية موادها. حتى أن الشواهد الكتابية التي أسند عليها أبحاثه
لم تجدها نفعاً. لأنها كلفت بإثبات أمور لا علاقة لها بها. وكل ما هنالك أنه تصرف
بتفسيرها حسب أهوائه، محاولاً أن يفرض على كتاب الله أن يتكلم بما ليس فيه.

بعد
هذا أخذ نشاط رسل ينمو وينمو، ويمتد بواسطة عدد عديد من النشرات والجرائد والأفلام
السينمائية.

إليك
نقلاً عن أوثق المصادر، الأطوار التي مرت بها الحركة المبتدعة محاولة الالتصاق
بالمسيحية وبالتالي ملاشاتاها والقيام على إنقاضها.

سنة
1872 – وجّه رسل دعوة خاصة إلى معارفه للاشتراك معه في دراسة شاملة للنبوات، التي
تكلمت عن مجيء المسيح الثاني وإقامة ملكوت الله على الأرض. فلبى دعوته لفيف من
الأصدقاء. وبعد الدرس حدّد رسل للمشتركين معه في الدراسات عام 1874 تاريخاً أكيداً
لمجيء المسيح.

سنة
1974 – حملت هذه السنة خيبة ألم مريرة لرسل، لأن تنبؤاته لم يتم شيء منها. وبديهي
أن يحصد نتيجة مؤلمة كهذه. لأنه في تفاسيره لم يقم وزناً لما قال الله في الإنجيل
بحسب متى 24 و25).

سنة
1876 – في هذه السنة زعم رسل أن المسيح قد جاء إلى العالم فعلاً، وإنما بصورة غير
منظورة. وقصده من هذا الزعم أن يغطي الفشل الذي أصابه. بيد أن المحاولة فشلت ولم
تثبت أمام الحقائق التي وردت في سفر أعمال الرسل، والتي وصفت الكيفية التي سيأتي
بها المسيح إلى العالم ثانية (أعمال الرسل 1: 11).

سنة
1880 – في بدء هذا العام أصدر منشوراً جديداً، حدد فيه نهاية العالم خلال العام
1918. وهذا التاريخ استهوى الناس في ما بعد، وخصوصاً لما نشبت الحرب العالمية
الأولى سنة 1914. وقد انجذب حينئذ عدد كبير من الناس وصفوا أعمالهم بحيث لم يبقوا
إلا اليسير من المال لسد إعوازهم بانتظار يوم الاختطاف.

سنة
1904 – في هذه السنة رفع المعتبرون من شيعة الرسليين معلمهم رسل إلى رتبة القسوسية
في حفل كبير. ولم يلبثوا بعد ذلك أن نقلوا مقر جمعيتهم إلى مدينة نيويورك. وهنا
وجدوا أنه من الخير لهم أن يتوارى اسم الرسليين الذي حملوه إلى الآن. فأطلقوا على
أنفسهم اسماً جديداً عليه طلاء الشرعية وهو اسم جمعية تلاميذ التوراة، التي بقيت
خاضعة لرسل إلى حين وفاته.

سنة
1914 – إلى جانب الكارثة الكبرى التي حلت بالعالم، من جراء الحرب العالمية، أتى
العام بكارثة أشد هولاً على جمعية تلاميذ التوراة. لأن تبنؤاتهم لم يتم شيء منها.
الأمر الذي أثار الاضطراب ثم اليأس في نفوس المشرفين عليها. فانفرط عقدهم إلى حين.

سنة
1916 – بالرغم من زعم رسل بأن كتاباته أهم ما وُجد إطلاقاً فقد مات خلال العام
حزيناً مشككاً. لأن التنبؤات التي حشى بها مجلده السابع من دروس الكتاب المقدس، لم
تكن إلا أوهاماً اضمحلت أمام الواقع المرير.

وما
أن توفي رسل حتى انقسم أتباعه إلى فرق شتى، راحت تتنابز وتتخاصم، وكل فرقة تدعي
الخلافة الشرعية لعقيدة الزعيم الراحل، وبالتالي حيازتها وحدها الحقيقة.

سنة
1917 – في هذه السنة اغتنم فرايتاغ (رجل سويسري) الفرصة لكي يخلف الزعيم المتوفي،
مستغلاً وظيفته كمشرف على جمعية تلاميذ التوراة. وابتدأ قبل كل شيء يبث آراءه
الشخصية، التي تجاوزت في غرابتها وضلالها تعاليم رسل. الأمر الذي أثار حفيظة
زملائه، أعضاء الهيئة الإدراية، فهبوا لمقاومته بكل عنف.

سنة
1919-1920 – أُثيرت خلال هذه المدة عاصفة شديدة من المقاومة على فرايتاغ. فدافع عن
نفسه بسلسلة من المناشير الشديدة اللهجة. ثم تحول إلى الهجوم، فاتهم خصومه
بالارتداد. فانبرى له القاضي «روتفورد» الذي كان قد توصل إلى تزعم الحركة. فنشبت
بين الاثنين معركة عنيفة استعمل فيها فرايتاغ نشرة دعاها «الإنذارت إلى كنيسة
اللاودكيين». وفي النهاية أسفرت الخصومات عن الانفصال التام. فأسس فرايتاغ فرقته
التي لقبت بجماعة الفرايتاغيين. وعنها تفرعت فرقتان: الأولى «تلاميذ الفجر الألفي»
والثانية «جمعية أصدقاء الإنسان».

سنة
1931 – بعد أن انفصل فرايتاغ عن جميعة تلاميذ التوراة، وجد الجماعة أنهم لا
يستطيعون بعد الآن متابعة العمل تحت اسم تلاميذ التوراة. لذلك عقدوا مؤتمراً عاما
برئاسة روتفورد، قرروا فيه: أولاً، تغيير اسم الشيعة وتسميتها ب «شهود يهوه».
وثانياً، أن يتابعوا إصدار منشوراتهم باسم الجمعية العالمية لتلاميذ التوراة.

سنة
1042 – توفي القاضي روتفورد في 8/1/1942 فانتقلت قيادة شهود يهوه إلى ناثان كنور،
الذي كان يشغل قبلاً رئاسة مكتب الدعاية للجمعية. وهو الذي أسس مدرسة برج المراقبة،
التي تضم اليوم عدداً ضخماً من الطلاب.

مبادئ
شهود يهوه

إن
الباحث في أمر شهود يهوه، يجد خيوطاً تربط بينهم وبين البدع القديمة، التي ظهرت
منذ العهود المسيحية البعيدة. وقد قامت على تفسيرات مغلوطة لبعض نصوص الكتاب
المقدس.

كانت
هذه البدع منذ نشأتها تصطدم بمقاومات عنيفة من قبل المسيحيين المخلصين. وأشهر هذه
البدع الآريوسية نسبة إلى آريوس السكندري. وقد ظهرت حوالي العالم 315 بعد الميلاد.
ولعلها ورثت بعض معتقداتها عن الأبيونية التي تزعمها أبيون في القرن الأول
الميلادي.

ويقول
بعض المدققين أن هناك بعض الروابط بين مبادئ شهود يهوه ومبادئ السوسينيين في
القرون السادس عشر الذين أنكروا لاهوت المسيح.

وخلاصة
العقيدة الآريوسية هي:

إن
وجود الابن كان متوقفاً على مشيئة الآب.

إن
الابن ليس أزلياً، بل كان زمان لم يوجد فيه.

إن
الآب خلق الابن من لا شيء.

إن
الابن ليس عديم التغير.

إن
ميزة الابن الوحيدة في كونه المخلوق الوحيد من الله خلافاً للخلائق التي كونت
بالابن.

إن
الابن ليس إله في ذاته، ولكنه صار بمنزلة إله.

وبعد
ردح من الزمن على تكوينها، انقسمت الآريوسية على نفسها انقسامات شتى، أدت إلى
ضعفها. إلا أنها لم تتلاشى بل كانت تبدو بين آونة وأخرى عبر التاريخ إلى أن ظهرت
في جماعة الرسليين.

أما
عقيدة شهود يهوه فتتلخص في ما يلي:

نكران
لاهوت المسيح.

نكران
عقيدة التثليث وحسبانها من ابتداع الشيطان.

نفي
قيامة المسيح وصعوده بالجسد.

اعتقادهم
بموت المسيح موتاً أبدياً.

حصر
المختارين للحياة الأبدية بماية وأربعة وأربعين ألفاً.

زعمهم
بوجود فرصة للتوبة بعد الموت.

بدعة
الزواج بعد القيامة.

زعمهم
بأن الملائكة ليسوا بخالدين.

نفيهم
لقيامة الأموات بالجسد.

زعمهم
بأن الأشرار لن يتعذبوا.

إنكارهم
وجود جهنم.

تحويلهم
كلمة عذاب إلى قطع.

زعمهم
بأن الملائكة تزوجوا بنات الناس.

زعمهم
بأن الدين فخ ولصوصية.

وفوق
الكل تثبت أن تعاليم شهود يهوه تضعف روح الوطنية عند معتنقيها.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  الإبركسيس فصل من أعمال آبائنا الرسل الأطهار ( 19 : 23 - 41) يوم السبت

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي