شَر

أصل الشر مشكلة خطيرة حيّرت أعظم المفكرين. فالله ليس أصل الشر, رغم أنه سمح به وفي سماحه بالشر تظهر رحمته لمن يرفض الشر, ويظهر عدله في عقاب من يختار الشر.
الشر ضد الخير (تك 2 ك 9 و17)، وحيث أنه ليس خيرًا، فهو دائما يؤذي ويسبب الخسارة والألم. وكلمة “شر” في العبرية مشتقة من اصل يعني “يُفسد” أو “يُحطِّم”. والشرير هو من يفعل الشر.
وهناك أنواع من الشر يمكن التمييز بينها، فهناك الشرور الدينية والأدبية والاجتماعية والطبيعية. والشر الديني أو الروحي، هو نقيض البر، فهو خطية (حز 20: 43، 33: 11-13، مرقس 7: 21-23). وهذا الشر كامن في قلب الإنسان، حتي وإن لم يظهر في إقتراف معصية (تك 6: 5، مت 5: 28). ويرينا الكتاب المقدس أنه يمكن أن تكون الكلمات والأفكار والرغبات والضمير والقلب شريرة (انظر مت 12: 34، 15: 19 و20). والعلاج الوحيد هو دم المسيح ابن الله الذي يطهر من كل خطية (1 يو 1: 7).
أما الشر الأدبي فيتوقف علي عادات وثقافات الشعوب، وما تسوِّغة وما تحرِّمة. وقد يعاقب عليه من السلطات المدنية باعتباره جريمة (مت 27: 23، أع 23: 9، رو 13: 4)، وقد يكون غير مستساغ أدبيًا، علي النقيض مما يراه الإنسان صوابًا (جا 2: 18-21، 5: 13-17، 6: 1 و2 و10: 5-7) فهو شر حسب نظرة الإنسان، ولكنه قد يكون خطية في ضوء كلمة الله، أو لا يكون كذلك.
ويمكن أن نري الشرور الاجتماعية في مشاكل مختلفة مثل الكحوليات والمخدرات، والغش في الأعمال، وفساد السياسة، وعدم توفر الفرص للتعليم، والبطالة، والفقر، والتمييز العنصري، والحروب.. إلخ (انظر زك 7: 9 و10، 8: 16 و17).
وتبدو الشرور الطبيعية في الكوارث التي تسبب خسائر جسيمة، مثل الزلازل والبراكين والمجاعات، والنيران، والفيضانات، والأوبئة وغيرها. وهذه هي الشرور التي يقول عنها الله إنه خالقها (إش 45: 7، مراثى 3: 38، عا 3: 6)، لتحقيق مقاصده في العالم..
فعندما يكسر الإنسان نواميس الله، فعليه أن يتحمل عواقب أعماله (مت 9: 2، 23: 35، يو 5: 14، أع 5: 5 ، 13: 11) ، فالله يستخدم الألم لتنبيه الإنسان ليفحص طريقه. وقد اُخضعت الخليقة للبطل (رو 8: 19-23)، إذ لُعنت الأرض بسبب خطية الإنسان (تك 3: 17 و18).
ويسمح الله بالضيقات والاضطهادات للمؤمنين لبركتهم الروحية (عب 12: 6-11، يع 1: 2-4، 1 بط 1: 7.. إلخ). فهي تأديب وتقويم وليست عقابًا، ولا يمكن لهذه كلها أن تفصل المؤمن عن محبة الله (رو 8: 38 و39)، بل بالحري تُعِدُّه للمجد (رو 8: 18، 2 كو 4: 16-18، أف 3: 13، رؤ 7: 14) ، فالله وحده هو الذي يستطيع أن يخرج من الشر خيرًا (تك 50: 20، انظر قض 14: 14). والآلام والأحزان تعلِّم المؤمن الرحمة واللطف، وتمنحه قوة للغلبة علي الخطية، وتعمِّق شركته مع الله (رو 8: 18، في 1: 29..إلخ).

هل تبحث عن  Book of Acts 1سفر أعمال الرسل

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي