صديق وليّ وشجاع

صديق وليّ وشجاع



كَانَ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ شَاوُل ٱبْنٌ ٱسْمُهُ يُونَاثَان.‏ وَكَانَ يُونَاثَان مُحَارِبًا شُجَاعًا جِدًّا.‏ وَقَالَ دَاوُد إِنَّهُ أَسْرَعُ مِنَ ٱلْعُقَابِ وَأَقْوَى مِنَ ٱلْأَسَدِ.‏ فَمَرَّةً،‏ رَأَى يُونَاثَان عَلَى تَلَّةٍ ٢٠ جُنْدِيًّا مِنَ ٱلْفِلِسْطِيِّينَ.‏ فَقَالَ لِلشَّابِّ ٱلَّذِي يَحْمِلُ سِلَاحَهُ:‏ ‹سَنَهْجُمُ عَلَيْهِمْ إِذَا أَعْطَانَا يَهْوَه عَلَامَةً.‏ فَإِذَا قَالُوا لَنَا أَنْ نَصْعَدَ إِلَيْهِمْ،‏ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه يُرِيدُنَا أَنْ نَهْجُمَ عَلَيْهِمْ›.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ صَرَخَ ٱلْفِلِسْطِيُّونَ:‏ ‹اِصْعَدَا إِلَى هُنَا!‏›.‏ فَصَعِدَ يُونَاثَان وَٱلشَّابُّ ٱلَّذِي مَعَهُ إِلَى ٱلتَّلَّةِ وَغَلَبَا ٱلْجُنُودَ.‏

وَيُونَاثَان هُوَ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَكْبَرُ لِلْمَلِكِ شَاوُل.‏ لِذٰلِكَ،‏ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرَ هُوَ ٱلْمَلِكَ بَعْدَ أَبِيهِ.‏ لٰكِنَّهُ كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَه ٱخْتَارَ دَاوُد.‏ وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يَكُنْ يَغَارُ مِنْ دَاوُد.‏ حَتَّى إِنَّهُمَا صَارَا أَعَزَّ صَدِيقَيْنِ.‏ وَوَعَدَ يُونَاثَان دَاوُد أَنْ يَحْمِيَهُ وَيُدَافِعَ عَنْهُ.‏ وَدَاوُد أَيْضًا وَعَدَهُ بِذٰلِكَ.‏ وَأَعْطَى يُونَاثَان لِدَاوُد ثَوْبَهُ،‏ وَسَيْفَهُ،‏ وَقَوْسَهُ،‏ وَحِزَامَهُ كَيْ يُؤَكِّدَ لَهُ أَنَّهُمَا صَدِيقَانِ.‏
وَلَمَّا كَانَ دَاوُد هَارِبًا مِنْ شَاوُل،‏ ذَهَبَ يُونَاثَان إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ:‏ ‹لَا تَخَفْ.‏ كُنْ قَوِيًّا وَشُجَاعًا.‏ يَهْوَه ٱخْتَارَكَ أَنْتَ لِتَكُونَ ٱلْمَلِكَ.‏ حَتَّى أَبِي يَعْرِفُ ذٰلِكَ›.‏ أَلَا تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَكَ صَدِيقٌ مِثْلُ يُونَاثَان؟‏
وَأَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ،‏ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَمُوتَ يُونَاثَان وَهُوَ يُدَافِعُ عَنْ دَاوُد.‏ فَلَمَّا عَرَفَ أَنَّ شَاوُل يُرِيدُ أَنْ يَقْتُلَ دَاوُد،‏ قَالَ لَهُ:‏ ‹لَا تَقْتُلْ دَاوُد.‏ هٰذِهِ خَطِيَّةٌ.‏ وَهُوَ لَمْ يَفْعَلْ لَكَ شَيْئًا›.‏ فَغَضِبَ شَاوُل مِنْ يُونَاثَان كَثِيرًا.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ،‏ مَاتَ شَاوُل وَيُونَاثَان فِي نَفْسِ ٱلْحَرْبِ.‏
وَهَلْ نَسِيَ دَاوُد صَدِيقَهُ ٱلْوَلِيَّ يُونَاثَان بَعْدَمَا مَاتَ؟‏ لَا،‏ فَهُوَ فَتَّشَ عَنِ ٱبْنِهِ مَفِيبُوشَث.‏ وَلَمَّا وَجَدَهُ،‏ قَالَ لَهُ:‏ ‹أَبُوكَ كَانَ صَدِيقًا وَلِيًّا لِي.‏ لِذٰلِكَ سَأَهْتَمُّ بِكَ كُلَّ حَيَاتِكَ.‏ سَتَعِيشُ مَعِي فِي قَصْرِي،‏ وَتَأْكُلُ عَلَى طَاوِلَتِي›.‏

«هٰذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَنَا أَحْبَبْتُكُمْ.‏ لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ».‏ —‏ يوحنا ١٥:‏١٢،‏ ١٣
هل تبحث عن  سيرة الشهيدة صوفية المنوفية

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي