admin
نشر منذ سنتين
2
صراع مع الله لن اتركك حتي تباركني

صراع مع الله لن اتركك حتي تباركني



لتكن هذه السنة الجديدة، سنة صراع مع الله:
تمسك بالرب ولا ترخه (نش 3: 4). وقل له كما قال أبونا يعقوب: لن أتركك.. لن أتركك حتى تباركني (تك 32: 26).
ما معني عبارة “لا أتركك “؟
معناها أن تكون طويل الروح في الصلاة. لا تمل بسرعة من الطلبة، ولا تضجر، ولا تيأس مهما تأخر الرب عليك.. بل أمسك بالرب بقوة.. بدموع، بمطانيات، بابتهالات بلجاجة، بصراع مع الله.. قل له: أنا يا رب عاجز عن مقاتلة الشيطان، الذي من قبل أن يسقط قديسين وأنبياء..
لا تتركني أنا الإنسان الترابي، لأقاتل شيطانًا هو روح ونار.
أليس الشيطان ملاكًا قد سقط. وقد قال الكتاب “الذي خلق ملائكته أرواحًا، وخدامه نارًا تلتهب” (مز 104: 4). والشيطان وإن كان قد فقد قداسته، إلا أنه لم يفقد طبيعته، فمازال روحًا ونارًا، بكل ما للملاك من قوة. فمن أنا حتى أحاربه ؟! إن كان القديس العظيم الأنبا أنطونيوس، قد قال للشيطان:
أنا أضعف من أن أقاتل أصغركم”!
فمن أنا حتى أدعي القوة وأقف وحدي لأقاتلهم؟! بصراحة تامة أنا يا رب لا أقدر..فإن لم تدخل يدك الإلهية لتنقذ وتخلص.. إن لم تعمل روحك القدوس في داخلي.. إن لم تنزع مني قلب الحجر، وتعطيني قلبًا جديدًا وروحًا جديدة.. غن لم تنضح علي بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج..
إن لم تحقق مواعيدك، فلن أتركك في هذه الليلة.

هكذا صارع مع الله. فكل الذين صارعوا معه، نالوا ما يطلبون. قل له: أنا لن أتركك يا رب في هذا العام، دون أن أنال قوة انتصر بها. حتى لو تركتني أنت فلن أتركك أنا. وإن تخليت عني، لن أتخلي عنك.. قل له: أنا واقف لك في هذه الليلة. لن أبرح سهرة رأس السنة، دون أن أشعر بتغيير في داخلي، وآخذ قلبًا جديدًا.
إن لم تتصارع مع الله، لا يشعر أنك جاد في طلبك.
هذه اللجاجة في الصلاة، هي التي تقتدر كثيرًا في فعلها.. أما أن تبحث في بداية العام الجديد عن إرادتك وعن عزيمتك، وتصدر قرارات من جهة ضعفاتك ونقائصك.. فهذا كله لن يفلح في شيء، أن لم يدخل الله معك.. فأكبر جهاد لك إذن تفتتح به هذا العام الجديد، هو الصراع مع الله
إن جاهدت مع الله، لا تحتاج أن تجاهد مع نفسك.
لأنك في صراعك مع الله، سينزع منك الحجر. ويعطيك قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا، وحينئذ لا يحتاج أن تصارع ضد القلب الحجر، إذ قد نزعه الرب منك وأرواحك من متاعبه.وحينئذ يشعر قلبك الجديد بلذة الحياة الروحية، فتذوق الله، وتستطعمه.. وتحيا حياة جديدة..

هل تبحث عن  البابا قسما الثالث البطريرك | سيرته في كتاب السنكسار

ليتنا نأخذ الحياة الروحية بطريقة جدية.
وطلباتنا إلي الله تكون طلبات جدية.. بإلحاح شديد برغبة قلب، بحرارة، بدموع، بصلابة، بشدة، بطلب مستمر.. ونمسك بالرب ونقول له “لن أطلقك “ونأخذ منه معونة. ولنأخذ لنا مثالًا صلوات داود النبي:
كان لا يترك الصلاة حتى يأخذ، فيحول الطلبة إلي شكر.
كان يكلم الله بدالة. وفي أثناء الصلاة يشعر بالإستجابة. يشعر بالإيمان أن الله قد عمل معه عملًا، وأنه قد أعطاه ما يريد، فيشكره وهو مازال يطلب. لقد جرب داود في مزامير كيف يصارع الله: باللجاجة، بالمودة، بالإقناع. جرب كيف يحنن قلب الله، وكيف يحنن قلب الله وكيف يعاتبه في دالة ويقول له:

لماذا يا رب تقف بعيدًا؟ لماذا تختفي في أزمنة الضيق (مز 10).

جرب داود كيف يحنن قلب الله بالدموع ويقول للرب “في كل ليلة أعوم سريري، وبدموعي أبل فراشي” (مز 6). ويقول له “أنصت إلي دموعي“. أختبر أيضًا النقاش مع الله، بأنواع وطرق شتي..

نحن نحتاج في بداية العام الجديد أن نطلب معونة..

إن كان الإنسان الذي تحاربه خطية واحدة، يحتاج إلي معونة للتخلص من هذه الخطية، فكم بالأولي أنا الذي تحاربني خطايا عديدة. لذلك أنا يا رب محتاج إلي شحنة قوية أكثر من جميع الناس..

حسن أن أليشع النبي، طلب اثنتين من روح إيليا وليس واحدة (2مل 2: 9). وأنا يا رب مثله أريد معونة مضاعفة:

معونة تغطي علي السلبيات، وأخري تساعد علي العمل الإيجابي.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي