وقد صعد السيد المسيح فى البرية.. إلى جبل التجربة.. أربعين يوماً يجرب من إبليس.
وكانت حياة السيد المسيح صعوداً متتالياً.. صعد إلى جبل التجربة، وصعد إلى جبل التجلى، وصعد إلى جبل الجلجثة، وصعد إلى جبل الصعود، ثم صعد إلى عرش الله.
ولكننا نراه صاعداً وهو يحمل الصليب، مكللاً بالأشواك.. كما بجهاد الصوم والصلاة.
ونرى عروسه الكنيسة وهى تحمل صورته، كما رسمها فى سفر النشيد وتغنى بها، “من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان، معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر” (نش3: 6).
هكذا تصير الكنيسة مثل صعيدة من البخور (أعمدة من دخان) معطرة بالصوم والصلاة (المر واللبان).. نراها طالعة من البرية مستندة على ذراع حبيبها (انظر نش8: 5) الذى صام عنها ويعطيها نعمة الصوم لتتحلى به كعروس “جميلة كالقمر، طاهرة كالشمس، مرهبة كجيش بألوية” (نش6: 10).
ما أحلاك أيتها الكنيسة العروس، وأنت مشرقة بحب عريسك الحبيب..!!