admin
نشر منذ سنتين
4
صفنيا وخطية يهوذا وأورشليم والممالك التى حولهما
صفنيا وخطية يهوذا وأورشليم والممالك التى حولهما
كان أساس الخطية – كما يفهمها صفنيا – الارتداد عن اللّه : « والمرتدين من وراء الرب » “صف 1 : 6ومن الملاحظ أن هذا الارتداد جمع بين عبادة البعل ، وعبادة اللّه ، بين « الكماريم » ، وهم الكهنة الذين يلبسون ثياباً سوداء فى خدمة البعل ، وكهنة إسرائيل ، … ولا مانع عند العابدين من عبادة النجوم والكواكب من فوق السطوح ، وعبادة اللّه : والحلف باسم ملكوم ، … والحلف باسم اللّه ، … هذه الصورة تتحول فى كل العصور إلى ذلك الخلط الذى لا يبعد اللّه تماماً ، محاولا أن يرضى النزعة الدينية التى لا يستطيع الإنسان أن يتخلى عنها إذ الأبدية فى قلبه ، ولكن لا مانع من تحويل مجراها إلى الوثنية والخرافة والحماقة التى تتباعد عن اللّه وحقه وقصده ورغبته ومجده ، ومن هنا نجد صفنيا يصف يهوذا وأورشليم بالأمة « التى لم تتقرب إلى إلهها » ” صف 2 : 2 ” … ولعل ماكتبه اسبرجن هنا يعد من الروائع ، إذ قال : « كثير من الصلوات لا تعتبر صلوات !! . يوجد كلام كثير عن الحق ، وكلام كثير لما ينبغى أن نفعله ، ولكن ليس هناك سؤال عن اللّه ، وليس هناك ذهاب إلى المخدع ، وبسط الأمور أمامه ، وانتظار رحمته ، … ليس هناك فكر عن اللّه لأن العقل ليس قريباً منه ، والرغبات تتجه نحو آلاف الطرق المختلفة ، لكنها لا تأتى إلى اللّه … ينبغى أن نفكر فيه ، ينبغى أن نبحث عنه ، ينبغى أن نأتى إليه ، كما تأتى الفراخ الصغيرة ، عندما يكون صقر فى الجو ، وتسمع نداء أمها فتأتى لتحتمى تحت جناحيها ، ينبغى أن نجرى إليه بالصلاة حتى يمكن أن نتحقق أنه « بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمى ترس ومجن حقه » ” مز 91 : 4 ” إن مأساة أورشليم أن عقيدتها فى اللّه وصلت إلى الحد الذى كان فيه الناس يقولون بقلوبهم – وإن كانوا لا يذكرون ذلك بألسنتهم – : « إن الرب لا يحسن ولا يسئ » ” صف 1 : 12 ” أو كأنما هو لا يهتم بالتفريق بين الخير والشر ، والحق والباطل ، … وأنه لا يتدخل ولا يبالى بما يحدث على الأرض ، ومن المؤسف أن هذه هى الخطية التى نبصرها اليوم ، فى أناس قد يكونون مسيحيين إسماً ، وبينهم وبين نفوسهم ، أن اللّه لا سلطان له ولا عمل بين البشر !!..
كانت مدينة أورشليم ، وهى على هذه الحال ، تظن أنها أفضل من غيرها ، ولكن صفنيا يصفها بالقول : « ويل للمتمردة النجسة المدينة الجائرة » … ” صف 3 : 1 ” أو فى لغة أخرى ، هى المدينة الغارقة فى إثمها وشرها وشهواتها ، الجامدة على دروبها أى الشبيهة بالخمر العكرة التى رسب عكارها ، فلم تنتقل من إناء إلى إناء لتتنقى !! .. وليس هذا فحسب ، بل أكثر من ذلك ، أن القادة والرؤساء فى وسطها أشبه بالأسود الزائرة فى قسوتهم ، … ولعل أقسى ما تصاب به أمة أن يكون رؤساؤها قسوة القلوب ، غلاظ المشاعر ، … أما القضاة ، فقد كانت شراهتهم لا توصف ، إذ كانوا أشبه بذئاب المساء التى تنقض على الفريسة لتأكلها لحماً وعظماً ، … ولا تبقى منها شيئاً إلى الصباح ، … ولنتصور عالماً يكون قضاته على هذا الوصف ، فهل ينصح بعد ذلك ، إلا ظلماً وفساداً وشراً وإثماً … أما الأنبياء فهم متفاخرون ، أهل غدوات ، والكلمة « متفاخرون » تعنى أنهم يتكلمون من أنفسهم ، بدون رسالة من الله،… وبذلك يغدرون بالشعب ، وما أشر أن ينطق النبى عن الهوى والخداع ، إذ يعيش المجموع بذلك فى عالم من الأضاليل والأباطيل ، أما الكهنة فهم منجسون إذهم نجسون بأعمالهم وتصرفاتهم ، كما أنهم خالفوا الشريعة فى نظمها وفرائضها ووصاياها … وهل يرى اللّه هذا ويسكت وهو الإله العادل الذى لا يفعل ظلماً ، ووشيكاً سيظهر حقه وعدله كالنور ؟ !! ..
على أن اللّه ، وقد صب سخطه على خطايا يهوذا وأورشليم ، لا يمكن أن يترك خطايا الممالك والبلاد التى حولهما ، إن الخطية خطية فى نظر اللّه ، سواء يرتكبها اليهودى أو الأممى ، فإذا كان اللّه قد ابتدأ ببيته ، « فالفاجر والخاطئ أين يظهران ؟… ” 1 بط 4 : 18 “.. وهو هنا يندد بخطايا الفلسطينين فى مدنهم الرئيسية ، غزة ، وأشقلون ، وأشدود ، وعقرون ، وساحل البحر ، ويتحول إلى كبرياء الموآبين وبنى عمون ، والكوشيين ، وأشور – لأن اللّه لا يمكن أن يسكت على الشر أو يتهاون مع الإثم !! ..
هل تبحث عن  أبنه الإلهي يصير ابناً لهذه العذراء قبل أن تعطى هي رضاها الصريح بذلك

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي