صموئيل وسِماته الأدبية


صموئيل وسِماته الأدبية

وَأَمَّا أَنَا فَحَاشَا لِي أَنْ أُخْطِئَ إِلَى الرَّبِّ
فَأَكُفَّ عَنِ الصَّلاَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ،

بَلْ أُعَلِّمُكُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ..
( 1صم 12: 23 )




تُخبرنا كلمة الله في 1صموئيل12 عن أربع سِمات ارتبطت بحياة صموئيل، وتتفق مع رسالة يعقوب:

(1) البر: إن كلمة البر تعني الاستقامة، ولقد عاش صموئيل حياة الاستقامة وهو يقول للشعب: «أنا قد سِرت أمامكم منذ صِباي إلى هذا اليوم. هأنذا فاشهدوا عليَّ قدام الرب وقدام مسيحه: ثورَ مَن أخذت، وحمار مَن أخذت، ومَن ظلمت، ومَن سحقت، ومن يد مَن أخذت فِدية لأُغضي عينيَّ عنه، فأرُد لكم؟ فقالوا: لم تظلمنا ولا سحقتنا ولا أخذت من يد أحد شيئًا» ( 1صم 12: 2 -5). هنا نجد الجانب التطبيقي للإيمان؛ أي الحالة لا مجرد المقام أمام الله «ترون إذًا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده» ( يع 2: 21 -26).

(2) التواضع: لقد قال صموئيل للشعب: «فأرسل الرب يَربعل وبَدَان ويفتاح وصموئيل» ( 1صم 12: 11 )، ونلاحظ أنه يضع نفسه آخر الكل. وبصفته المتكلّم، كان يمكنه أن يضع نفسه في الأول، وبعد ذلك يضع الآخرين، كما يُسمَع في حديث البعض، فيقول: أنا وفلان. وهو لم يضع اسمه أخيرًا لأنه جاء بعدهم، ولكنه كأنه يقول إني أصغر الكل. وفي هذا قال الرسول يعقوب: «يقاوم الله المُستكبرين، وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة» ( يع 4: 6 ).

(3) الصلاة: لقد أخذ صموئيل على عاتقه أن لا يكف عن الصلاة من أجل الشعب فقال: «أما أنا فحاشا لي أن أُخطئ إلى الرب فأكُف عن الصلاة من أجلكم» ( 1صم 12: 23 ). أ لعلنا نشعر بهذه المسؤولية أن نصلي لأجل إخوتنا؟ لقد تكررت كلمة الصلاة في يعقوب5: 13-18 سبع مرات، لِما لها من أهمية كبيرة في حياتنا. قال الرسول يعقوب: «طِلبة البار تقتدر كثيرًا في فِعلها»، وهذا ما تبرهن في صموئيل عندما «دعا صموئيل الرب فأعطى رعودًا ومطرًا في ذلك اليوم» ( 1صم 12: 18 ).

هل تبحث عن  الغريب فى ذكصولوجية الصوم الكبير

(4) التعليم: «بل أُعلِّمكم الطريق الصالح المستقيم» ( 1صم 12: 23 ). والطريق الصالح المستقيم هو أن يتقي الشعب الرب، ويعبده بالأمانة من كل قلوبهم ( 1صم 12: 24 ). وقبل أن يُعلّمهم صموئيل هذا الطريق، عاشهُ هو أولاً في حياة البر والتواضع والصلاة المستمرة لأجلهم، وبذلك استطاع أن يأخذ دور المُعلّم، وينطبق عليه القول: «مَن هو حكيمٌ وعالمٌ بينكم، فَليُرِ أعماله بالتصرف الحَسَن في وداعة الحكمة» ( يع 3: 13 ). لقد فعل صموئيل كما فعل سَيِّدنا المعبود، إذ كان يفعل أولاً، وما يفعله كان يُعلِّم به ( أع 1: 1 ).

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي