أضحت السيدة العذراء، بنعمة الله القدير، شريكة الفداء. ذلك أنّها حافظت على الإتحاد بابنها حتى الصليب، حيث وقفت منتصبة، متألّمة مع ابنها الوحيد آلامًا مبرّحة، مشتركة بذبيحته بقلبٍ والدي، حتى سلّمها مِن على الصليب الأمومة لكلّ إنسان، بل للكنيسة وللبشرية جمعاء بشخص يوحنا الرسول: “يا امرأة هذا ابنُكِ! ويا يوحنّا هذه أمك” (يوحنا ١٩: ٢٦-٢٧).
هكذا اتّضح سرُّ الألم البشري الذي تُولد منه ثمارٌ جديدة، فيبقى على كلّ واحد منا، كما يقول القديس البابا يوحنا بولس الثاني: “أن يكتب صفحة خاصّة به في إنجيل الألم الخلاصي”.