ضمان
المؤمن للحياة الابدية
الأنبا
بيشوى
ماذا
عن عقيدة ضمان المؤمن للحياة الابدية التى ينادى بها البروتستانت؟
الجواب
حقيقة
نحن نعلم ان السيد المسيح ضمن لنا الحياة الابدية بدمه بدليل قول الكتاب: ”
دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية” (1 يو 1: 7)
وقى
القداس الإلهى قبل التناول فى الاعتراف الأخير يقول الكاهن عن جسد الرب: (يعطى عنا
خلاصاً وغ فراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه) …اذاً فنحن نؤمن أن السيد
المسيح ضمن لنا الحياة الابدية .
ولكن
توجد نقطة هامة وهى: أن الانسان يجب أن يكون مستعداً دائماً، كما قال السيد
المسيح: ” وأنتم مثل أناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى إذا جاء وقرع
يفتحون له للوقت . طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين . الحق
أقول لكم إنه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم… إنما اعلموا هذا أنه لو عرف رب
البيت فى أية ساعة يأتى السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب . فكونوا أنتم إذاً مستعدين
لأنه فى ساعة لا تظنون يأتى ابن الانسان ” (لو 12: 37، 39، 40).
(وأما
الذى يجده سيده متغافلاً فإنه غير مستحق المضى معه) كما نقول فى قطع الخدمة الأولى
من صلاة نصف الليل.
فإذا
كان السيد المسيح قد ضمن لنا الحياة الابدية، فهل معنى ذلك أننا نعيش حياة
الاستهتار أو الخلاعة، ونقول (هو ضامنى بيطمنى) كما تقول الترتيلة البروتستانتية!!
طبعاً هذا خطأ . فنحن نقول إن السيد المسيح ضمن لنا الحياة الأبدية إذا كنا نحن
أمناء.
ولذلك
فى الأصحاح الثانى من سفر الرؤيا يقول لمرك كنيسة سميرنا: ” كن أميناً إلى
الموت فسأعطيك إكليل الحياة. من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس . من يغلب
فلا يؤذية الموت الثانى” (رؤ 2: 10، 11). فيقول هنا: من يغلب؟ فهو ضمان مشروط
… لكن المستهتر والمتهاون يقول: أنا ضمنت الخلاص؟ كيف ذلك؟!
ويقول
لملاك كنيسة أفسس: ” أنا عارف أعمالك وتعبك وصبرك وأنك لا تقدر أن تحتمل
الأشرار وقد جربت القائلين أنهم رسل وليسوا رسلاً فوجدتهم كاذبين . وقد أحتملت ولك
صبر وتعبت من أجل اسمى ولم تكل . لكن عندى عليك أنك تركت محبتك الأولى . فاذكر من
أين سقطت وتب واعمل الأعمل الأولى وإلا فإنى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها
إن لم تتب ” (رؤ 2: 1-5). فإن كان يقول لأسق الكنيسة: ” اذكر من أين
سقطت وتب وإلا فإنى آتيك عن قريب وأزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب ” فكم
بالحرى لعامة الشعب ظ
ويقول
لملاك كنيسة ثياتيرا: ” أنا عارف أعمالك ومحبتك وخدمتك وإيمانك وصبرك وأن
أعمالك الأخيرة أكثر من الأولى … الذى عندكم تمسكوا به الى أن أجئ . ومن يغلب
ويحفظ أعمالى الى النهاية فسأعطية سلطاناً .. وأعطيه كوكوب الصبح ” . (رؤ 2:
19، 25)
ويقول
لملاك الكنيسة التى فى ساردس: ” من يغلب فذلك سيلبس ثياباً بيضاً ولن أمحو
اسمه من سفر الحياة وسأعترف باسمه أمام أبى وأمام ملائكته ” (رؤ 3: 1 – 5)
إذا يوجد أناس مكتوبة أسماؤهم فى سفر الحياة لكن من الممكن أن تُمسح وتمحى . بدليل
قوله: ” من يغلب … لن أمحو اسمه من سفر الحياة”.
مثال
ذلك: طالب كُتب اسمه فى الكلية، وظل يرسب ثلاث سنوات متتالية ويأخد ضعيف جداً،
فتلقائياً يشطبون اسمه من سجلات الكلية، ويفصل منها.
–
لذلك يقول: ” من يغلب … لن أمحو اسمه من سفر الحياة “.
–
وهل الذى كان اسمه فى سفر الحياة يا ترى هل كان مؤمناً أم غير مؤمن؟!! بالطبع كان
مؤمناً
لان الله لا يستطيع أحد أن يخدعه ويتظاهر بالإيمان .
هذه
الآية ترد على مزاعم البروتستانت الذى يقولن إن المؤمن لا يمكن أن يهلك .
الذى
يضمن للانسان الحياة الأبدية هو أن يظل ثابتاً وأميناً إلى النهاية . لذلك نقول فى
صلاة نصف الليل: (طوبى للعبد الذى متى جاء سيده يجده مستعداً . وأما الذى يجده
سيده متغافلاً فإنه غير مستحق المضى معه).
ويقول
السيد المسيح مخاطباً الرعاة: ” فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده
على عبيده ليعطيهم طعامهم فى حينه . طوبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده يفعل
هكذا … ولكن إن قال ذلك العبد فى قلبه إن سيدى يبطئ قدومه فيبتدئ يضرب العبيد
ويأكل ويشرب ويسكر يأتى سيد ذلك العبد فى يوم لا ينتظره وفى ساعة لا يعرفها فيشقه
من وسطه ويجعل نصيبه مع عديمى الإيمان ” (لو 12: 42 – 46) . وهكذا كان نصيب
الوكيل غير الحكيم مع عديمى الإيمان مع أنه كان مؤمناً، وذلك لتهاونه.
منقول
من كتاب مائة سؤال وجواب فى العقيدة المسيحية الارثوذكسية (ص 83، 84)
تم نسخ الرابط