مصيبة يرسلها الله اقتصاص من الخطيئة. وفي أكثر الأحوال المذكورة في الكتاب المصيبة هذه وباء أو مرض آخر وقد تكون حكمًا من نوع آخر. وليس من الضروري أن يكون المرض فجائيًا ليعتبر ضربة ولكن العلة الخاصة التي يؤتيها الله من خالف هذا الناموس الطبيعي أو العقلي يمكن أن تسمى ضربة إذا كان الفعل ذا طابع أدبي.
وأول ضربة ذكرها الكتاب هي التي أرسلها على فرعون معاصر إبراهيم ليحمي سارة (تك 12: 17). ثم كانت ضربات المصريين العشر. ولم تكن هذه الظواهر بغريبة عن المصريين. ولكن في أكثر الأحوال إن لم يكن في كلها، شملت هذه الويلات البلاد كلها. وهذه لم تكن مجرد ظواهر طبيعية بل كانت ترتدي طابع المعجزات. أول هذه الضربات هو تحويل مياه النيل إلى دم أو شيء مثيل له (خر 7: 14-25)، والثانية ضرب الضفادع (ص 8: 1-15)، والثالثة ضربة البعوض (ع 16-19)، والرابعة ضربة الذباب (ع 20-32)، والخامسة الوباء على البهائم (9: 1-7)، والسادسة ضربة الدمامل على الإنسان والحيوان (ع 8-12)، والسابعة ضربة البرد (ع 13-35)، والثامنة ضربة الجراد (10: 1-20)، والتاسعة ضربة الظلام (ع 21-29)، والعاشرة موت الأبكار (11: 1-12: 30).
وضرب الله بني إسرائيل لأنهم صنعوا عجل الذهب وعبدوه (خر 32: 35). وضربهم لأنهم تذمروا بسبب القوت الذي قاتهم الله به (عد 11: 33 و34). وقتل وباء الجواسيس “الذين أشاعوا المذمة الرديئة على الأرض” (عد 14: 37).
وحلّت ضربة على القوم الذين تذمروا بسبب قصاص قورح وداثان وأبيرام العصاة، وفني في هذا الافتقاد 14700 شخص (عد 16: 46-50). وحلّ وباء آخر بالشعب عندما أقام في شطيم وأخذ يزني مع بنات موآب ويسجد لآلتهن. وتعلق بنو إسرائيل ببعل فغور فمات منهم أربعة وعشرون ألفًا (عد 25: 9 ويش 22: 17 ومز 106: 28-30). ودعيت البواسير التي أصابت الفلسطينيين ضربة (1 صم 6: 4). وقد أباد وباء سبعين ألف نفس بعد إحصاء داود الشعب (2 صم 24: 13-25 و1 أخبار 21: 12-30). وتوعد الرب بوباء يهورام ملك يهوذا وشعبه (2 أخبار 21: 14 و15).
وأحيانًا كانت تستعمل لفظة الضربة للإشارة إلى أمراض غير وبائية كنزيف الدم مثلًا (مر 5: 29 و34 حيث الكلمة المستعملة تعني الضربة) والبرص عند الأفراد (لا 13: 3-6). وكذلك انتشار بعض الأشكال النباتية السفلى على جدران البيوت الرطبة غالبًا (لا 14: 35).