إسماعيل


طرد اسماعيل


طرد إسماعيل: عند فطام إسحق ، كان إسماعيل في السادسة عشرة من عمره تقريبا. وكان الفطام مناسبة لاحتفالات عظيمة . ولكن بهجة ذلك اليوم ، قد عكر صفوها تصرف إسماعيل غير المقبول ، إذ ” رأت سارة ابن هاجر المصرية الذى ولدته لإبراهيم يمزح” ( تك 21: 9) . إن غيرة محبة الأم أيقظت فيها حاسة الملاحظة والقدرة على قراءة شخصية الأطفال. ونحن لا نعرف بالضبط ماذا تعنى الكلمة العبرية المترجمة فى السبعينية والفولجاتا هكذا: ” لما رأت سارة ابن هاجر … يلهو مع إسحق “. أما الرسول بولس فيقول :” …. الذى ولد حسب الجسد يضطهد الذى حسب الروح .. ” ( غلاطية 4: 29) . ويقول ليتفوت ( فى شرحه للرسالة إلى أهل غلاطية ) : على كل حال يبدو أن الكلمة تعنى ” يمزح أو يهزأ” . ومهما مع ” المازح ” . وهكذا طردت الأم وابنها من خيام إبراهيم .
وهنا واجه إسماعيل فترة من أحرج فترات حياته، فعندما صرف إبراهيم هاجر وابنها وضع على كتفها بعضا من الخبز وقربة ماء. وكما يبدو، سار الاثنان على غير هدى فى برية بئر سبع، وسرعان ما نفذ الماء ، فضاع كل أمل وكل قوة . وإذ أصيب الغلام بالإغماء نتيجة العطش ومشقة السير المتواصل تحت وطأة حرارة الشمس اللافحة ، بدا وكأنه يحتضر فطرحته أمة تحت ظل بعض الأشجار. وماذا كانت تستطيع الأم أن تفعل لابنها الذى تحبه ؟ لقد ” مضت وجلست مقابلة بعيدا نحو رمية قوس” متوقعة موت ابنها، وربما موتها هي أيضا . وللمرة الثانية اختبرت اختبارا رائعا ” سمع الله صوت الغلام” وعزى الأم التعسة بطريقة مدهشة، فبفم ملاكه جدد وعدة السابق الخاص بابنها ثم أراها بئر ماء، وهكذا نجا الصبي ” وكان ينمو رامي قوس وسكن فى برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر ” ( تك 21:21 ) .

هل تبحث عن  أن الله لم أُرسل ابنه يسوع ليدين العالم، بالأحرى ليخلصه

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي