وأخَذَ النَّهارُ يَميل، فدَنا إِلَيهِ الِاثنا عَشَر وقالوا لَه:
((اِصرِفِ الجَمعَ لِيَذهَبوا إلى القُرى والمَزارِعِ المُجاوِرَة،
فيَبيتوا فيها ويَجِدوا لَهم طَعاماً، لِأَنَّنا هُنا في مَكانٍ قَفْر))
“اصرِفِ الجَمعَ” فتشير إلى عاطفة التلاميذ البشريَّة وحساباتهم البشريَّة بطلبهم من المسيح أن يصرف الجموع قبل أن يحلَّ الظلام، إذ ظنُّوا أن الأمر يحتاج إلى مالٍ كثيرٍ لشراء طعام ٍ لهذا الجمع.
فكان الحل الوحيد لهم هو صرف الجمع وليُدبّر كل واحد أمره.
ففضَّلوا صرف الجمع على أن يأخذوا هذه المسؤولية على عاتقهم. والواقع ليست خواطرهم خاطئة، لكنها ليست خواطر يسوع المستوحاة من اتحاده مع الآب ومن رحمته ومن رأفته إزاء الجميع. ويعُلق القديس أمبروسيوس” لم يكن التلاميذ بعد قد فهموا أن غذاء المؤمنين لا يُباع، أمَّا المسيح فيعرف أنه ينبغي أن يتمِّم لنا الفداء، وأن وليمته مجانيَّة”.