‫عبيد الله العَلي



عبيد الله العَلي


«يَا شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو،
يَا عَبِيدَ اللهِ الْعَلِيِّ، اخْرُجُوا وَتَعَالَوْا»

(دانيآل 3: 26)


انظر أي مجد رجع إلى اسم الرب، عندما جازَ عبيده الثلاثة في التجربة ظافرين، وبنعمته منتصرين، ثم خبِّرني: هل يوجد أثمن وأجمل من ثمار الأمانة في اتباع الرب؟ فالملك ومُشيروه الذين كانوا من وقت قصير مشغولين بالأصوات الموسيقية والعبادة الكاذبة، نراهم الآن مهتمين بتلك الحقيقة المدهشة أن النار التي أحرقت أقوى الرجال، لم يكن لها تأثير على عبيد الإله الحقيقي إلا فيما يتعلَّق بحل ربطهم وإطلاقهم ليسيروا أحرارًا مع ابن الله ( دا 3: 26 -28).

«فَاجْتَمَعَتِ الْمَرَازِبَةُ وَالشِّحَنُ وَالْوُلاَةُ وَمُشِيرُو الْمَلِكِ وَرَأَوْا هؤُلاَءِ الرِّجَالَ الَّذِينَ لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَامِهِمْ، وَشَعْرَةٌ مِنْ رُؤُوسِهِمْ لَمْ تَحْتَرِقْ، وَسَرَاوِيلُهُمْ لَمْ تَتَغَيَّرْ، وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِمْ» (ع27). نرى هنا شهادة مجيدة ما كان يمكن الحصول عليها لو أن الله حفظ بقوته عبيده من أن يُلقوا في الأتون. وقد علم نَبُوخَذْنَصَّرُ أن “عَبِيدَ اللهِ الْعَلِيِّ” لا يخافون من أتونه المتقد أكثر من خوفهم من السجود لتمثاله العظيم، وبالإجمال فقد ارتبك العدو، وتمجد الله، وخرج عبيده الأمناء سالمين من أتون النار المُحمَى. ويا لها من أثمار ثمينة للانتذار الحقيقي للرب!

ثم لنلاحظ أيضًا الكرامة التي حصل عليها أولئك النذيرون «فَأَجَابَ نَبُوخَذْنَصَّرُ وَقَالَ: تَبَارَكَ إِلهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، الَّذِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ وَغَيَّرُوا كَلِمَةَ الْمَلِكِ وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْلاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلهٍ غَيْرِ إِلهِهِمْ» (ع28)، فقرن الملك أسماءهم باسم إله إسرائيل، وهذه كرامة لا تُقدَّر. سبق لهم أن اعترفوا بالإله الحقيقي عندما كان الاعتراف به هو الحد الفاصل بين الحياة والموت، ولذلك اعتز الإله الحقيقي بهم، وقادهم إلى رحبٍ لا حَصر فيه، وثبَّت أقدامهم على الصخرة، ورفع رؤوسهم على كل أعدائهم المُحيطين بهم. ما أصدق قول الرب: «إِنِّي أُكْرِمُ الَّذِينَ يُكْرِمُونَنِي». وما أصدق قوله أيضًا: «وَالَّذِينَ يَحْتَقِرُونَنِي يَصْغُرُونَ» ( 1صم 2: 30 ). .

هل تبحث عن  دروس روحية من الماء

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي