تفسير
الكتاب المقدس – الموسوعة الكنسية لتفسير العهد القديم: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة
عزرا5 – تفسير سفر عزرا
|
نص سفر عزرا:
الكتاب المقدس المسموع:
تفاسير أسفار الكتاب المقدس 1- تفاسير سفر التكوين 1- تفاسير إنجيل متى |
← اذهب مباشرةً لتفسير الآية:
1
– 2 – 3 – 4 –
5 – 6 – 7 – 8 –
9 – 10 – 11 –
12 – 13 – 14 –
15 – 16 – 17
الأَصْحَاحُ الخَامِسُ
عودة لبناء الهيكل
-
بدأ بناء هيكل الله بأمر كورش
الملك عام 535 ق.م. بعد عودته من السبي بسنة واحدة واستمر خمس سنوات، حتى موت
كورش عام 530 ق.م وتملَّك ابنه أرتحشستا (قمبيز)، الذي استطاع أعداء شعب الله
أن يشتكوا له اليهود، فأصدر أمرًا بإيقاف البناء، الذي توقف حوالي عشر سنوات،
حتى عام 520 ق.م. وهي السنة الثانية للملك داريوس. -
نرى في هذا الأصحاح كيف تراخى
الشعب وانشغل اليهود ببناء بيوتهم، فأرسل الله لهم نبيين هما حجى وزكريا اللذين
شجعاهم وبدأوا بناء الهيكل وساندهم الله فلم تعطلهم شكوى الولاة المدنيين على
المنطقة، كما سنرى في هذا الأصحاح.
(1)
النبيان وبناء الهيكل (ع1-5)
(2)
رسالة لداريوس الملك (ع6-17)
|
|
|
St-Takla.org Image: صورة في موقع الأنبا تكلا: |
(1)
النبيان وبناء الهيكل (ع1-5):
1 فَتَنَبَّأَ النَّبِيَّانِ
حَجَّيِ النَّبِيُّ وَزَكَرِيَّا بْنُ عِدُّوَ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي
يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِاسْمِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِمْ. 2 حِينَئِذٍ
قَامَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ، وَشَرَعَا
بِبُنْيَانِ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمَعَهُمَا أَنْبِيَاءُ
اللهِ يُسَاعِدُونَهُمَا. 3 فِي ذلِكَ الزَّمَانِ جَاءَ إِلَيْهِمْ تَتْنَايُ
وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا وَقَالُوا لَهُمْ
هكَذَا: «مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَبْنُوا هذَا الْبَيْتَ وَتُكَمِّلُوا هذَا
السُّورَ؟». 4 حِينَئِذٍ أَخْبَرْنَاهُمْ عَلَى هَذَا الْمَنْوَالِ مَا هِيَ
أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَبْنُونَ هذَا الْبِنَاءَ. 5 وَكَانَتْ عَلَى
شُيُوخِ الْيَهُودِ عَيْنُ إِلهِهِمْ فَلَمْ يُوقِفُوهُمْ حَتَّى وَصَلَ
الأَمْرُ إِلَى دَارِيُوسَ، وَحِينَئِذٍ جَاوَبُوا بِرِسَالَةٍ عَنْ هذَا.
ع1: تراخى الشعب ولم يعد له حماسًا لبناء بيت
الرب لما يلي:
-
انشغالهم ببناء بيوتهم الخاصة والأغنياء منهم
اهتموا بتزيينها فغشوا بيوتهم من الداخل (حج1: 3). -
ضعف ميلهم الروحي، فقد بدأوا بحماس ولكن فترت
عزيمتهم، حتى كادت تتلاشى من جهة بناء بيت الرب.
من أجل الضعف الروحي الشديد للشعب أرسل الله لهم
نبيين وليس نبيًا واحدًا هما حجى وزكريا، كما أرسل قبلًا إيليا وإليشع، ثم
أشعيا وبعده إرميا وكذلك دانيال وحزقيال في السبي.
بدأت نبوة حجى قبل نبوة زكريا بعدة أشهر واتسمت
نبوات حجى بالتوبيخ على بناء اليهود بيوتهم وإهمالهم بناء بيت الرب، أما زكريا
فقد اتسمت نبوته بالتشجيع (زك4: 6) وهكذا بهذا التكامل تتم الفائدة الروحية
وينهض الشعب.
أيضًا تتصف نبوة حجى بالكلام المباشر، أما زكريا
فيستخدم الرؤى بكثرة ليقرب المعنى.
كانت نعمة الله مساندة للنبيين، فتكلما باسم الرب
وكانت لهما مهابة وتأثير روحي على الشعب؛ لتعضيد الرب لهما، خاصة وأن الشعب كله
كان في تكاسل، حتى القائدان زربابل ويشوع استسلما لهذا الضعف، فكان من الضرورى
تدخل الله؛ ليشجع شعبه حتى يعبدوه.
|
|
|
St-Takla.org Image: صورة في |
ع2: تجاوب الشعب مع كلام النبيين بدأ بقيادة
زربابل ويشوع في بناء هيكل الله الذي توقف بناؤه حوالي عشر سنوات.
بدء البناء لم يجعل النبيين يتراخيان، بل ظلا في
عملهما التشجيعى والتوبيخى حتى يكمل الشعب بناء الهيكل، ولعلهما اشتركا هما
وزربابل ويشوع مع الشعب بأيديهما في البناء؛ لتشجيع الشعب.
قادة العمل هم الحاكم وهو زربابل، ورئيس الكهنة
وهو يشوع، والنبيان، أي حجى وزكريا، وقائد حياتنا الروحية هو المسيح الملك
والكاهن والنبى.
زربابل يرمز للمسيح فيما يلي:
-
زربابل أعاد شعب الله من السبي والمسيح حررنا من
سبى الخطية بموته على الصليب. -
زربابل أسس الهيكل الجديد بعد السبي والمسيح أسس
هيكل كنيسة العهد الجديد بذبيحة نفسه على الصليب رغم مقاومات الأعداء لكليهما. -
زربابل من سبط يهوذا وكذلك المسيح.
ع3: كانت تتبع الإمبراطورية الفارسية عشرون
ولاية، إحداهما ولاية عبر النهرين وهي تشمل المنطقة الواقعة غرب نهر الفرات، أي
سوريا وفلسطين وما حولها. كان واليًا على هذه الولاية شخص يسمى تتناى ويساعده
في هذه الولاية شتر بوزتاى، فوصلت إلى تتناى شكاوى من بعض الأمم المحيطة أن
اليهود يبنون هيكلًا بدون تصريح، أو لعل المراقبين التابعين لتتناى في كل
ولايته أبلغوه بهذا البناء.
أتى تتناى وشتربوزناى ومجموعة من المساعدين لهما
إلى أورشليم، ليتحققوا من الأمر، فوجدوا بالفعل بناء الهيكل يتم، فتكلم تتناى
مع الوالى زربابل، الذي يُعتبر مرؤوسًا له على أورشليم واليهودية وسأله هو ومن
معه عن التصريح الذي معهم، ليقوموا بهذا البناء. وكان سؤال تتناى استفهامى
لتسير الأمور بشكل سليم وليس بعداوة أو مقاومة، كما حدث قبلًا من رحوم في (عز 4).
ع4: سأل تتناى عن أسماء القائمين بالبناء،
فتقدم زربابل بشجاعة وكتب اسمه وأسماء الرؤساء المساعدين له في البناء وقدمها
إلى تتناى. ونرى هنا أمانة تتناى المحايدة؛ لضبط الأمور ومعرفة ما يجرى في
ولايته بالتدقيق وأيضًا شجاعة زربابل وكل مساعديه في البناء؛ لأن الله شجعهم
بواسطة النبيين.
ع5: أعطى الله اليهود نعمة في عينى تتناى،
فلم يوقفهم عن استكمال بناء الهيكل ولكن أخبرهم أنه سيرسل إلى الملك داريوس،
ليتأكد من كلامهم؛ لأن زربابل أخبره كما سنرى في الآيات التالية أن كورش قد
أصدر لهم أمرًا بالبناء. وبنعمة الله حاول تتناى مساعدتهم، فلم يهتم بأمر
أرتحشستا بإيقاف البناء ووعدهم أنه سيخبرهم برد داريوس على هذا الأمر.
نرى هنا دقة عزرا الكاهن الكاتب، الذي استطاع أن
يحصل على نصوص الرسائل المرسلة إلى ملوك فارس، سواء من رحوم الذي كان يعادى
اليهود، أو من تتناى المحب لليهود ولعل عزرا قد حصل على هذه النصوص عندما كان
يعيش في السبي من سجلات الحكومة قبل أن يأتي إلى أورشليم.
†
إن عين الله عليك
ترعاك وتساندك، فلا تنزعج من مقاومات الأعداء ولكن اطلبه واتكل عليه واستمر في
جهادك الروحي، واثقًا من مساندته.
←
وستجد
تفاسير أخرى
هنا في
موقع الأنبا تكلا هيمانوت لمؤلفين آخرين.
|
|
|
St-Takla.org Image: صورة في موقع الأنبا تكلا: |
(2)
رسالة لداريوس الملك (ع6-17):
6 صُورَةُ الرِّسَالَةِ الَّتِي أَرْسَلَهَا
تَتْنَايُ وَالِي عَبْرِ النَّهْرِ وَشَتَرْبُوزْنَايُ وَرُفَقَاؤُهُمَا
الأَفَرْسَكِيِّينَ الَّذِينَ فِي عَبْرِ النَّهْرِ إِلَى دَارِيُوسَ
الْمَلِكِ. أَرْسَلُوا إِلَيْهِ رِسَالَةً وَكَانَ مَكْتُوبًا فِيهَا هكَذَا: 7
«لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ كُلُّ سَلاَمٍ. 8 لِيَكُنْ مَعْلُومًا لَدَى الْمَلِكِ
أَنَّنَا ذَهَبْنَا إِلَى بِلاَدِ يَهُوذَا، إِلَى بَيْتِ الإِلهِ الْعَظِيمِ،
وَإِذَا بِهِ يُبْنَى بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وَيُوضَعُ خَشَبٌ فِي
الْحِيطَانِ. وَهذَا الْعَمَلُ يُعْمَلُ بِسُرْعَةٍ وَيَنْجَحُ فِي
أَيْدِيهِمْ. 9 حِينَئِذٍ سَأَلْنَا أُولئِكَ الشُّيُوخَ وَقُلْنَا لَهُمْ
هكَذَا: مَنْ أَمَرَكُمْ بِبِنَاءِ هذَا الْبَيْتِ وَتَكْمِيلِ هذِهِ
الأَسْوَارِ؟ 10 وَسَأَلْنَاهُمْ أَيْضًا عَنْ أَسْمَائِهِمْ لِنُعْلِمَكَ،
وَكَتَبْنَا أَسْمَاءَ الرِّجَالِ رُؤُوسِهِمْ. 11 وَبِمِثْلِ هذَا الْجَوَابِ
جَاوَبُوا قَائِلِينَ: نَحْنُ عَبِيدُ إِلهِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، وَنَبْنِي
هذَا الْبَيْتَ الَّذِي بُنِيَ قَبْلَ هذِهِ السِّنِينَ الْكَثِيرَةِ، وَقَدْ
بَنَاهُ مَلِكٌ عَظِيمٌ لإِسْرَائِيلَ وَأَكْمَلَهُ. 12 وَلكِنْ بَعْدَ أَنْ
أَسْخَطَ آبَاؤُنَا إِلهَ السَّمَاءِ دَفَعَهُمْ لِيَدِ نَبُوخَذْنَصَّرَ
مَلِكِ بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّ، الَّذِي هَدَمَ هذَا الْبَيْتَ وَسَبَى
الشَّعْبَ إِلَى بَابِلَ. 13 عَلَى أَنَّهُ فِي السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ
مَلِكَ بَابِلَ، أَصْدَرَ كُورَشُ الْمَلِكُ أَمْرًا بِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ
هذَا. 14 حَتَّى إِنَّ آنِيَةَ بَيْتِ اللهِ هذَا، الَّتِي مِنْ ذَهَبٍ
وَفِضَّةٍ، الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَصَّرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي
أُورُشَلِيمَ وَأَتَى بِهَا إِلَى الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي بَابِلَ،
أَخْرَجَهَا كُورَشُ الْمَلِكُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي بَابِلَ
وَأُعْطِيَتْ لِوَاحِدٍ اسْمُهُ شِيشْبَصَّرُ الَّذِي جَعَلَهُ وَالِيًا. 15
وَقَالَ لَهُ: خُذْ هذِهِ الآنِيَةَ وَاذْهَبْ وَاحْمِلْهَا إِلَى الْهَيْكَلِ
الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَلْيُبْنَ بَيْتُ اللهِ فِي مَكَانِهِ. 16
حِينَئِذٍ جَاءَ شِيشْبَصَّرُ هذَا وَوَضَعَ أَسَاسَ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي
أُورُشَلِيمَ، وَمِنْ ذلِكَ الْوَقْتِ إِلَى الآنَ يُبْنَى وَلَمْ يُكْمَلْ. 17
وَالآنَ إِذَا حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُفَتَّشْ فِي بَيْتِ خَزَائِنِ
الْمَلِكِ الَّذِي هُوَ هُنَاكَ فِي بَابِلَ: هَلْ كَانَ قَدْ صَدَرَ أَمْرٌ
مِنْ كُورَشَ الْمَلِكِ بِبِنَاءِ بَيْتِ اللهِ هذَا فِي أُورُشَلِيمَ؟
وَلْيُرْسِلِ الْمَلِكُ إِلَيْنَا مُرَادَهُ فِي ذلِكَ».
أرسل تتناى
رسالة إلى الملك داريوس، أعطاه السلام في بدايتها، كعادة الخطابات ووقعها هو
وشتربوزناى والأفرسكيين وهم مجموعة من مساعديه في إدارة الولاية.
ع8: أخبر تتناى الملك داريوس بأنه قام بزيارة
أورشليم لفحص ما وصل إليه من معلومات وشاهد بنفسه ما يجرى فيها من بناء. ويلاحظ
أن تتناى في تقريره حاول إقناع الملك وتشجيعه على الموافقة باستكمال البناء
ويظهر ذلك مما يلي:
-
وصف الهيكل بأنه بيت الإله العظيم. وهذا يعنى أن
الله وضع في قلب تتناى مهابته ومخافته، فرغم أنه وثني يؤمن بتعدد الآلهة لكنه
اعتبره إلهًا عظيمًا بين الآلهة. -
مجَّد البناء بوصفه أنه يُبنى بحجارة عظيمة مع
أنها هي الحجارة المتهدمة الباقية من أنقاض هيكل سليمان وهي بالحقيقة حجارة
ضخمة (2 أى22: 2) ولكنه لم يصفها أنها حجارة متهدمة، بل عظيمة. -
أعلن للملك أن العمل يتم بسرعة ونجاح كبير؛ ليبين
للملك قوة البناء وبركة هذا الإله الذي يكمل بناء بيته ويساعد المؤمنين به.
†
إن يد الله تساند
أولاده ما داموا يعملون بأمانة ومحبة وفى خضوع لكلامه، إذ خضع الشعب لكلام
النبيين. فكن أمينًا في عملك وخدمتك لله وتأكد من أن الله سينجحك ويعطيك بركات
كثيرة.
|
|
|
St-Takla.org Image: صورة في |
ع9، 10: أخبر تتناى داريوس بأنه عند فحص ما
يتم في أورشليم سأل عن أسماء الرؤساء المسئولين عن البناء وكتب كل الأسماء
وأرسلها مع هذه الرسالة إلى الملك وهذا يبين دقته وأمانته، فهو يعمل عمله
بأمانة أيضًا يشجع اليهود. يفهم من سؤال تتناى لشيوخ إسرائيل عن من أمرهم ببناء
الهيكل أنه قد تولى حديثًا على ولاية عبر النهر ولا يعرف الأمر الذي صدر من
كورش عام 536 ق.م، أي منذ ستة عشر عامًا.
ع11: أضاف تتناى بأن شيوخ اليهود أخبروه أنهم
يعبدون الله، الذي هو إله السماء والأرض وهذا تعظيم لله عن الآلهة الوثنية وإن
كان تتناى يقوله على لسان اليهود ولكن إخبار داريوس به يبين تقديره لله
وللمؤمنين به.
قال أيضًا شيوخ اليهود أن هذا البيت بناه ملك
عظيم لهم يقصدون سليمان الملك منذ زمن طويل وهو حوالي 500 عام قبل داريوس، أي
حوالي عام 1000 ق.م. وهذا يؤكد عظمة هذا البيت أنه بناه ملك عظيم ولإله ليس
مثله؛ لأنه إله السماء والأرض.
إجابة الشيوخ تظهر شجاعتهم وإيمانهم بالله، عندما
قالوا أنه إله السماء والأرض ولم يخافوا من شكاوى أي أعداء لهم؛ لأنهم قد
تشددوا بكلام الله على فم النبيين.
ع12: اعترف شيوخ اليهود بأنهم أخطأوا في حق
إلههم وأغضبوه، فسمح لنبوخذنصر ملك بابل أن يهدم هذا البيت العظيم ويسبى آباءهم
إلى بلاد المملكة البابلية، وهذا اتضاع وتوبة وإقرار بالحق من شعب الله.
ع13: أخبر الشيوخ تتناى عن حقيقة هامة وهي أن
كورش الملك – أول ملوك فارس – في بداية ملكه، أي عام 538 ق.م أصدر أمرًا بإعادة
بناء هذا الهيكل، أي أن أمر البناء صدر منذ بداية الإمبراطورية الفارسية
وبالتالي فأوامر الملوك لا تُنسخ ولا تُرد.
ع14، 15: أضاف تتناى أن نبوخذنصر ملك بابل قد
استولى على آنية بيت الرب المصنوعة من الذهب والفضة وأخذها من أورشليم ونقلها
إلى بابل. وبعد سقوط المملكة البابلية تملك كورش أول ملوك مادي وفارس وأخذ هذه
الآنية من بابل، وأعطاها لشخص يسمى شيشبصر وهو زربابل وجعله واليًا على أورشليم
واليهودية. وطلب كورش من شيشبصر أن يبنى بيتًا للرب في أورشليم ويضع فيه هذه
الآنية.
من هاتين الآيتين نرى دقة تتناى وتأكيداته على أن
اليهود يبنون هيكلهم بأمر الملك كورش ودليلًا آخر على صدقهم بأنهم قد حصلوا على
آنية بيت إلههم من كورش، وهي التي استولى عليها نبوخذنصر وحفظها الله بغير ضرر
حتى تعود إلى بيته في أورشليم. ويظهر من هذا أيضًا قوة الله القادر أن يحفظ
آنية بيته ويحرك الملوك لتنفيذ مشيئته.
نجد أيضًا أن زربابل، أي شيشبصر شخص مسئول أمام
الملك الفارسى، فهو لا يعمل من نفسه، بل له وظيفة تابعة للدولة ويبنى بأمر
الملك. وبالتالي يوجه تتناى الملك داريوس إلى أن شيشبصر أي زربابل شخص تابع
للمملكة وينفذ أوامرها وليس عاصيًا، أو متمردًا هو وكل من معه وهذا بالطبع
يطمئن الملك ويدعوه للموافقة وتأييد استكمال بناء الهيكل.
|
|
|
St-Takla.org Image: صورة في |
ع16: أخبر تتناى داريوس الملك أن شيشبصر نفذ
أوامر الملك كورش ووضع أساس بيت الرب ويبنى فيه ومازال العمل في بناء الهيكل
مستمرًا. ونلاحظ في كلام تتناى ما يلي:
-
زربابل، أي شيشبصر شخص مطيع ملتزم بتنفيذ أوامر
الملك. -
لم يذكر فترة توقف البناء وشكاوى رحوم ورفقائه
التي استمرت سنوات طويلة وكيف أوقفت البناء؛ حتى لا يشوش ذهن الملك، بل يعتبر
أن البناء يسير بطريقة طبيعية ويحتاج فقط أن يستكمل.
ع17: يختتم تتناى رسالته بما يلي:
-
التفتيش على أمر كورش المحفوظ في خزائن المملكة
التي في بابل؛ لتأكيد صدق اليهود وهذا يبين أن تتناى رجل محايد ودقيق. -
لم يطلب من داريوس الملك أن يفتش على شكاوى رحوم،
أو أمر أرتحشستا بإيقاف البناء؛ لأنه يساند اليهود ويريد خيرهم وبناء هيكلهم. -
كانت بابل إحدى عواصم مملكة مادي وفارس بالإضافة
إلى مدينة شوشن القصر، أي أن بابل كانت عاصمة للمملكة البابلية واستمرت كإحدى
عواصم مملكة مادي وفارس. -
يعلن تتناى خضوعه للملك داريوس وانتظاره لأوامره
في هذا الأمر؛ حتى ينفذه.
← تفاسير أصحاحات
عزرا:
مقدمة |
1 |
2 |
3 |
4 |
5 |
6 |
7 |
8 |
9 |
10
الكتاب المقدس المسموع:
استمع لهذا الأصحاح
تفاسير أسفار الكتاب المقدس
1- تفاسير سفر التكوين
2- تفاسير سفر الخروج
3- تفاسير سفر اللاويين
4- تفاسير سفر العدد
5- تفاسير سفر التثنية
6- تفاسير سفر يشوع
7- تفاسير سفر القضاة
8- تفاسير سفر راعوث
9- تفاسير سفر صموئيل الأول
10- تفاسير سفر صموئيل الثاني
11- تفاسير سفر الملوك الأول
12- تفاسير سفر الملوك الثاني
13- تفاسير سفر أخبار الأيام الأول
14- تفاسير سفر أخبار الأيام الثاني
15- تفاسير سفر عزرا
16- تفاسير سفر نحميا
17- تفاسير سفر طوبيا
18- تفاسير سفر يهوديت
19- تفاسير سفر أستير + التتمة
20- تفاسير سفر أيوب
21- تفاسير سفر المزامير + مز 151
22- تفاسير سفر الأمثال
23- تفاسير سفر الجامعة
24- تفاسير سفر نشيد الأناشيد
25- تفاسير سفر الحكمة
26- تفاسير سفر يشوع بن سيراخ
27- تفاسير سفر إشعياء
28- تفاسير سفر إرميا
29- تفاسير سفر مراثي إرميا
30- تفاسير سفر نبوه باروخ
31- تفاسير سفر حزقيال
32- تفاسير سفر دانيال + التتمة
33- تفاسير سفر هوشع
34- تفاسير سفر يوئيل
35- تفاسير سفر عاموس
36- تفاسير سفر عوبديا
37- تفاسير سفر يونان
38- تفاسير سفر ميخا
39- تفاسير سفر ناحوم
40- تفاسير سفر حبقوق
41- تفاسير سفر صفنيا
42- تفاسير سفر حجي
43- تفاسير سفر زكريا
44- تفاسير سفر ملاخي
45- تفاسير سفر المكابيين الأول
46- تفاسير سفر المكابيين الثاني
1- تفاسير إنجيل متى
2- تفاسير إنجيل مرقس
3- تفاسير إنجيل لوقا
4- تفاسير إنجيل يوحنا
5- تفاسير سفر أعمال الرسل
6- تفاسير الرسالة إلى رومية
7- تفاسير رسالة كورنثوس الاولى
8- تفاسير كورنثوس الثانية
9- تفاسير الرسالة إلى أهل غلاطية
10- تفاسير الرسالة إلى أفسس
11- تفاسير الرسالة إلى فيلبي
12- تفاسير الرسالة إلى كولوسي
13- تفاسير تسالونيكي الأولى
14- تفاسير تسالونيكي الثانية
15- تفاسير رسالة تيموثاوس الأولى
16- تفاسير تيموثاوس الثانية
17- تفاسير الرسالة إلى تيطس
18- تفاسير الرسالة إلى فيلمون
19- تفاسير رسالة العبرانيين
20- تفاسير رسالة يعقوب
21- تفاسير رسالة بطرس الأول
22- تفاسير رسالة بطرس الثانية
23- تفاسير رسالة يوحنا الأولى
24- تفاسير رسالة يوحنا الثانية
25- تفاسير رسالة يوحنا الثالثة
26- تفاسير رسالة يهوذا
27- تفاسير سفر الرؤيا
|
تفسير عزرا 6  |
قسم تفاسير العهد القديم الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديد: كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة |
تفسير عزرا 4  |
