يونان النبي

عصى يونان أمر الرب
لقد عصى يونان أمر الرب، وهرب راكبًا السفينة، ولكن الله الذي “يخرج من الآكل أكلا ومن الجافي حلاوة” (قض 14: 14).
الله الذي يستطيع أن يحول الشر إلى خير، أتستطاع أيضا أن يفيد من عصيان يونان
إن كان بسبب طاعة يونان سيخلص أهل نينوى، فانه بعصيان يونان يمكن أن يخلص أهل السفينة

في عصيان يونان نزل إلى السفينة، وكان للرب شعب في تلك السفينة. كان له أناس فيها يحبهم الرب ويبحث عن خلاصهم عن طريق عصيان يونان. آن يونان أداة في يد الرب، يكسب بطاعتها وبعصيانها.. وكأن الله يقول له: هل تظن يا يونان أنك قد هربت مني؟ كلا. أنا سأرسلك إلىركاب السفينة، ليس كنبي، ولا كمبشر، ولا كصوت صارخ يدعو الناس إلى التوبة، وإنما كمذنب وخاطئوسبب إشكال وتعب للآخرين، وبهذه الصورة سأخلصهم بواسطتك.
وهكذا تكون بركة في ذهابك، وبركه في هروبك. تكون بركة وأنت مهاب كنبي أمام أهل نينوى، وبركه وأنت ملقى في البحر كمذنب أمام أهل نينوى، وبركه وأنت ملقى في البحر كمذنب أمام أهل السفينة.. بك سأنقذ مشيئتي في أية صورة كنت، حتى وآنت في بطن الحوت، لا مع أهل نينوى ولا مع أهل السفينة... وأنت وحدك في بطن الحوت سأجعلك رمزا لموتي وقيامتي، فيذكر الناس قيامتي ويتعلمون..
هل ركبت البحر في هروبك يا يونان؟ إذا فقد دخلت في دائرة مشيئتي أيضا لأنني أملك البحر كما أملك البر. كلاهما في صنع يدي. وأمواج البحر ومياهه وحيتانه تطيعني أكثر منك كما سترى
حقا أن الله صانع الخيرات يمكنه أن يصنع خيرا من كل شيء. يمكنه أن يستفيد من جبن بيلاطس ومن خيانة يهوذا، فيعملان على غير قصدهما في قضية الخلاص!! كل شيْ يدخل في يد الله، لا بُد آن يخرج منه خير. والله “يربح على كل حال قومًا” وكما قال الرسول “كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله” (رو 8: 28).
لذلك يا أخي حاول أن تستفيد من كل الأحداث التي تمر بك، ومن كل الضيقات. استفد من خيانة الصديق، ومن عصيان الابن. أستفد من المرض كما من الصحة. كن مثل الله الذي يُخرِج من الجافي حلاوة….
نلاحظ أيضا في سفر يونان، أنه كما أستخدم الله من أجل تنفيذ مشيئته عصيان يونان وطاعته، كذلك أستخدم الكائنات غير العاقلة، فكانت في طاعته أكثر من النبي.

هل تبحث عن  لن أترككم في ظلام

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي