عن الرسالة التاسعة والعشرون

عن
الرسالة التاسعة والعشرون

عيد القيامة في 27 برمهات 73ش.

23 مارس 357م.

أختبر الرب تلاميذه(1) عندما كان نائمًا على
الوسادة، في الوقت الذي فيه يصنع معجزة، وصار فيه.

لأنه عندما قام وانتهر البحر، واسكت العاصفة،
أظهر أمرين:

1- أن عاصفة البحر لم تكن بسبب الرياح
(الطبيعية) بل خوفًا من ربها الذي نام فوقه.

2- وأن الرب الذي انتهرها لم يكن مخلوقًا بل
هو الخالق، لأن المخلوق لا يطيع مخلوقًا آخر.

لأنه بالرغم من أن البحر الأحمر قد انشق بواسطة
موسى(2)، لكن لم يكن موسى هو الذي صنع هذا، لأن ما حدث ليس بسبب كلام موسى بل بناء
على أمر الله.

وإن كانت الشمس قد وقفت في جبعون(3)، والقمر في
وادي أيلون، إلا أن هذا لم يكن من عمل ابن نون بل من عمل الرب الذي سمع الصلاة.

إنه هو الذي انتهر البحر، وجعل الشمس تظلم وهو
على الصليب(4).

بينما الأمور البشرية تنتهي، فأن الأمور الإلهية
تبقى. لهذا السبب أيضًا عندما نموت، وعندما تنتهي طبيعتنا، يقيمنا ويقودنا إلى
السماء مع أننا مولودون من الأرض.

ليت الله يهبكم راحة.

إنني أعلم أنه ليس هذا الأمر فقط هو الذي
يحزنكم، بل وأيضًا ما حدث من جهة اغتصاب الكنائس بالقوة (عن طريق الأريوسيين)
وطردكم منها.

لقد احتلوا المكان، لكن أنتم لكم الإيمان
الرسولي.

هم في الأماكن حقًا، لكنهم خارج الإيمان
الحقيقي، وأما أنتم فخارج الأماكن (الكنائس) حقًا، لكن الإيمان في داخلكم. واضح
أنه الإيمان الحقيقي.

__________

(1) مر37: 4-41.

(2) خر21: 14.

(3) يش12: 10.

(4) مت

إذًا من الذي خسر أكثر؟ ومن الذي نال أكثر؟!

حقًا. حسن هو المكان، عندما يكرز فيه بالإيمان
الرسولي، مقدس هو هذا المكان، إن كان الله القدوس ساكنًا فيه!
..

ولكن أنتم مباركون، إذ بالإيمان أنتم في داخل
الكنيسة، تسكنون في أساسات الإيمان، ولكم شعبكم الكامل، إذ لم يهتز فيكم الإيمان
العظيم
.. لأنه إيمان
مسلم بالتقليد الرسولي، وهم بالجسد يحاولون مرارًا أن يهزونه لكنهم يعجزون!

وعلى العكس هم قد قطعوا (من الكنيسة) بمحاولاتهم
لصنع هذا.

فإنه مكتوب “أنت هو (المسيح) ابن الله
الحي”(1) وقد اعترف بطرس بهذا بكشف الآب له، وقد قيل له “طوبى لك يا
سمعان بن يونا. إن لحمًا ودمًا لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات”.

لا يقدر أحد أن يهزم إيمانكم أيها الأخوة
الأحباء إلي جدًا.

________________

(1)مت16: 16،17.


تم نسخ الرابط

هل تبحث عن  الرعاية‏ اللطف‏ ‏وليس‏ ‏العنف

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي