إيمان الجماعات المسيحيّة الأولى:
قبل إقرار دستور إيمان الكنيسة في المجمع المسكوني الأوّل في نيقية عام ٣٢٥م، وتكملته في المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينيّة عام ٣٨١م، ظهرت في مناطق مختلفة إعترافات إيمانيّة عديدة كانت تتلوها الجماعات المسيحيّة في صلواتها.
ولكن الجدير بالملاحظة أنّ هذه الإعترافات كلّها حملَت موضوعَين مشتركَين رئيسيَّين:
1- الحبَل الإلهي،
2- صيرورة الله إنسانًا أي ولادته في الجسد.
وهذا يعكس بشكل واضحٍ جليٍّ إيمان المسيحيّة منذ نشأتها.
وهذا الحدث الإستثنائي الذي تمّ مرّةً في التاريخ أي إتّحاد الطبيعة الإلهيّة بالطبيعة البشريّة هو أساس الإيمان المسيحي بجملته. لا بل هو نقطة انطلاق كلّ العقائد المسيحيّة، والخروج عن هذا السرّ يعني في المسيحيّة هرطقة بكلّ ما للكلمة من معنى.
فالمجامع المسكونيّة السبعة التي حصلت خلال الألفيّة الأولى، كانت تعلن وتؤكّد تجسّد الإله وولادته من الروح القدس ومن مريم العذراء، التي هي والدة الإله.
ولأنّه تجسّد، أي صار إنسانًا مثلنا، تُكتب له أيقونةً تأكيدًا لتأنسه.