admin
نشر منذ سنتين
4
عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس

بقلم قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى

عيد هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس
في هذا العيد المبارك نرتل بعد الانتهاء من قراءة الإنجيل المقدس، ترتيلة لأحد ملافنتنا العظام وهي: «ܫܘܒܚܐ ܠܗ ܠܒܰܪ ܐܠܗܐ ܕܒܝܡܐ ܘܝܒܫܐ ܫܠܝܛ ܘܓܒܳܐ ܠܗ ܐ̱ܢܫܐ ܦܫܝ̈ܛܐ ܢܗܘܘܢ ܟܪ̈ܘܙܗܘܝ ܡܶܢ ܝܰܡܐ ܓܒܳܐ ܠܗ ܦܛܪܘܣ ܘܡܶܢ ܒܝܬ ܐܘܪ̈ܚܬܐ ܦܘܠܘܣ ܘܰܥܒܰܕ ܐܢܘܢ ܟܪܘܙܐ ܕܥܕܬܐ ܩܕܝܫܬܐ» وترجمتها ليتمجَّد ابن الله الذي سلطانه يشمل البحر واليابسة فقد اختار من على شاطئ البحر بطرس رسولاً له وكاروزاً ومن على مفرق الطرق بولس ليكون كارزاً للأمم ليتمجد اسم الله. بدعاء هؤلاء ننال البركة.
أحبائي نعيّد عيد مار بطرس ومار بولس ونتأمّل بمحطات نتوقف عندها بسيرةهذين الجهبذين القديسين العظيمين الذين دُعيا بهامتَي الرسل.
بطرس أول الرسل بعد أندراوس أخيه، نقول كان بسيطاً نقول كان صياداً ولكنناعلينا أن نفهم أن كل إنسان من شعب العهد القديم كان منذ السادسة من عمرهيدرس الكتاب، ويتعمق أيضاً في النبوءات وينتظر مجيء ماسيا وكان لابد أنيمتهن مهنة ليعيش عيشة كرامةٍ في كل الظروف التي تطرأ على البلاد. كانتلميذاً ليوحنا المعمدان، كان غيوراً في عِداد أولئك الغيارى الذين كانواينتظرون مجيء ماسيّا بفارغ الصبر. لابد أنه سمع شهادة يوحنا عن مجيء المسيحوعظمة المسيح ولابد أنه أيضاً تبع المسيح واستمع إليه وشاهده يجترحالمعجزات، والرب يعرف كل إنسان، يقرأ ما في فكر الإنسان وقلبه وعرف سمعانوهذا اسمه عرفه معرفة جيدة. مرةً أراد الرب أن يعظ الجمهور، فدخل سفينةسمعان.

كان لسمعان سفينة وكان وضعه المادي جيداً ولئن كانت الدار التي يسكنها دارحماته التي شفاها الرب من حمَّتها أيضاً، لكنه كان ميسوراً. دخل المسيحسفينته. ومَنْ كان يملك سفينة للصيد كانت حالته جيدة جداً، وأرشده أن يلقيالشباك في الجهة اليمنى، فامتلأت سمكاً ولا نعلم لماذا عدّوا السمك فكاننحو مائة وثلاث وتسعين سمكة كبيرة وصغيرة، فسجد له سمعان وترجّاه أن يغادرالسفينة قائلاً: أنا رجل خاطئ، اعترف بقوة المسيح الإلهية. وفي يوم منالأيام كان المسيح سائراً على شاطئ بحيرة طبرية ورأى سمعان، فدعاه: هلمورائي، حالاً لبّى سمعان الدعوة، فالدعوة لم تكن مفاجئة. كان سمعان قدتعرّف على المسيح وكان المسيح قد عرف سمعان جيداً، ولكن أراده أن يضحي بكلشيء، أن يتبعه كليّاً فترك سمعان شباكه وسفينته وتبع المسيح ليصير صيّادالناس لا صياد سمك. رأينا سمعان وهو يتبع المسيح، يحبه محبة عظيمة ويعترفبه أنه ابن الله، رأينا سمعان الذي لبّى نداء المسيح فتبعه، لبى أيضاً نداءالسماء فاعترف بأن المسيح حقاً هو ابن الله الوحيد، لذلك طوّبه المسيح: طوبى لك يا سمعان بن يونا إن لحماً ودماً لم يعلنا لك ذلك بل أبي الذي فيالسماوات، وأنا أقول لك أنت بطرس (كيفو) بالسريانية. حجرة وعلى هذه الصخرة،صخرة الإيمان بأن المسيح هو ابن الله (بترا) باليونانية (شوعو) بالسريانية. أنت بطرس وعلى هذه الصخرة صخرة الإيمان بان المسيح هو ابن اللهأبني كنيستي على هذا المبدأ الإلهي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيكمفاتيح السماء، ملكوت الله، ما تحلّه على الأرض يكون محلولاً في السماء،وما تربطه على الأرض يكون مربوطاً في السماء. (مت 16 : 16-19) هذه سلطةهامة الرسل بطرس، أعطاها المسيح لبطرس وحده، بعدئذ أعطاها لسائر الرسل،سلطان ربط الخطايا وحلها. نال هذه الطوبى سمعان وسار مع المسيح. ولكنأحياناً عديدة نرى أن العِظام، أبطال الروح يسقطون، فتأتي التوبة. سمعانافتخر بنفسه مرةً بذاته، وهذه خطيئة البر الذاتي تحدث دائماً، يقول الآباء: كم من أبطال الروح فاز بهم العالم وانتصر عليهم. هكذا سمعان يوم أنكرالرب، والرب يتألم أمام أولئك الطغاة رؤساء الكهنة والكتبة وغيرهم، في تلكالليلة المظلمة أنكر بطرس المسيح أمام جارية حقيرة ولكنه عندما تذكر وهويفتخر بنفسه بأنه سيكون مع المسيح دائماً إلى الموت ، يتذكر نبوءة المسيحعنه فيندم، إذ صاح الديك مرتين وقد أنكر المسيح ثلاث مرات. بكى فخرج وإذابنهار أمامه. هذه هي التوبة التي علمنا إياها سمعان: حتى إذا سقط الإنسانبنكران المسيح بالذات إذا ما تاب وبكى وندم وعاد إلى الله يرحمه اللهويعيده إلى رتبته. كان بين الأوائل الذين اعترفوا بقيامة المسيح، كُلِّف أنيجمع رفاقه فجمعهم، كان قد نال نعمة عظيمة عندما ظهر له المسيح وللتلاميذ،وثلاث مرات يسأله: أتحبني اكثر من هؤلاء؟ وبتواضع يجيب: أنت تعلم أنيأحبك، ولم يفتخر فيقول أكثر من هؤلاء، (يو 21 : 15-18) ثم يعيد إليه رتبتهالسامية ليبقى هامة الرسل. فيوم حل الروح القدس على التلاميذ، على الجميع،على بطرس هامة الرسل، على التلاميذ، على النسوة وفي مقدمتهن أم يسوعمريم. أصبح بطرس في المقدمة ليوبخ اليهود لأنهم قتلوا المسيح، وليدعوهمللتوبة ليعودوا إلى المسيح وينالوا الخلاص بالاعتماد باسمه، سمعان بشرفيأماكن عديدة ولكن قد أسّس خاصة كرسينا الرسولي الأنطاكي، لذلك عندما نعيّدلسمعان بطرس، إنما نعيد للكرسي الرسولي الأنطاكي الذي جلس عليه بعد بطرسأيضاً بطاركة عظام، وكانوا مثل سمعان قد حملوا مشعل الإنجيل المقدس إلىالعالم كله وأناروه بنور المسيح.
وسمعان هذا الذي تاب وعاد إلى الله، بل أصبح مثالاً لكل من يتوب، سمعان هذاكلّفه نكرانه للمسيح غالياً، فعندما بشّر حُكِم عليه بالموت صلباً في روماالتي لم يذهب إليها إلا لكي يموت، طلب أن يُصلَب منكَّس الرأس، لا كالمسيحيسوع وهكذا كان. وأصبح شفيع البيعة وهو مؤسس الكرسي الأنطاكي. وهو الذيكان مع هامة الرسل بولس يسعيان في نشر البشارة الإنجيلية. فإذا عُين بطرسأولاً للختان، عُين بولس للغُرْلة، أي للأمم.
وبولس أحبائي، لا بد أن نتوقف ولو في محطات صغيرة في سيرته السامية وهويبشر بالمسيح. كان مُضطَهِداً للمسيح ولأتباع المسيح، وكان حارساً لثيابراجمِي استفانوس، عندما رُجِم في سبيل إيمانه بالمسيح يسوع، راضياً بقتله،ولكن وقد أخذ رسائل كما يعلمنا سفر أعمال الرسل، أخذ رسائل من رؤساء الكهنةفي أورشليم ليأتي إلى دمشق ويضطهد أولئك الذين كانوا أتباع للمسيح يسوع،حينذاك ظهر له المسيح في طريق دمشق، شاول شاول قال له، لماذا تضطهدني؟ ربمالم يرَ شاول، وهذا اسم بولس سابقاً. ربما لم يرَ المسيح بعينَيه بالجسد،لكنه قد سمع عنه، رآه عندما ظهر له في طريقه إلى دمشق، من أنت لأضطهدك ياسيد؟ أنا يسوع الناصري. نحن نعلم أن شاول اضطهد أتباع المسيح، ونعلم من هناأن أتباع يسوع الحقيقيين الصالحين لن يتخلى عنهم يسوع أبداً، فإذااضطُهِدوا يعتبر نفسه أنه الذي اضطهد هو بالذات. شاول لماذا تضطهدني؟ صعبعليك أن ترفس مناخس. من أنت؟ أنا يسوع الناصري الذي تضطهده. يطلب منه: ماذاأفعل؟ يرشده ليدخل إلى المدينة وهناك يُقال له ماذا يجب أن يفعل. أصبحأعمى، الذين معه سمعوا الصوت لكنهم لم يروا شيئاً. أُخِذ إلى دمشق كماأرشده الرب إلى حنانيا، ذلك التلميذ الذي كان قد أرسل إلى دمشق مبشِّراًبالمسيح وكان أحد السبعين، حنانيا علمه ما هو الدين المسيحي، ما هي مبادئالإيمان. وصلى عليه وعمّده وسقطت عن عيني شاول أشياء كأنها قشور ، حينذاكرأى شاول، رأى جيداً، سقط التعصب الفريسي، سقطت البغضة، الحقد على الناس،الحقد على أناس آمنوا بالمخلص الذي تنبأت عنه النبوءات، ورأى جيداً وبشَّرباسم المسيح. اضطهد أكثر من جميع الرسل، اعتبر رسولاً، بل أيضاً شاركالرسول بطرس ليكونا معا هامتَي الرسل، بشر في أماكن عديدة، كتب رسائل،واضطهد وأخيراً أيضا استشهد في اليوم نفسه الذي استشهد فيه الرسول بطرس فيالتاسع والعشرين من حزيران سنة 67م بأمر نيرون الطاغية وفي روما بالذات،وقطع رأسه بحد السيف، صلب بطرس وقطع رأس بولس وكانا شهيدين، وكانا ممننادوا بالمسيح يسوع مخلصاً.
ليؤهِّلنا الرب أن نلبي دعواه كما لبى تلك الدعوة الرسولان بطرس وبولس. أننتحمل إذا اقتضى الأمر في سبيل الإيمان به، كما تحملا المشقات بل أيضاً أننبذل حتى الدم في سبيل المسيح يسوع والإيمان به الذي سُفِك دمه من أجلناعلى الصليب لنقوم معه قيامة الحياة ونعمته تشملكم دائماً أبداً
هل تبحث عن  † مريم قسطنطين من الشرقية تحكى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي