admin
نشر منذ سنتين
4

فتحت لحبيبي، لكن حبيبي تحوَّل وعبر. نفسي خرجت عندما أدبر. طلبته فما وجدته. دعوته فما أجابني. وجدني الحرس الطائف في المدينة. ضربوني، جرَّحوني. حفظة الأسوار رفعوا إزاري عني. أحلفكن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبي أن تخبرنّه بأني مريضة حبًا. ما حبيبك من حبيب أيتها الجميلة بين النساء. ما حبيبك من حبيب حتى تُحلِّفينا هكذا!

” فتحت لحبيبي، لكن حبيبي تحول وعبَر. نفسي خرجت عندما أدبر. طلبته فما وجدته. دعوته فما أجابني. وجدني الحرس الطائف في المدينة. ضربوني جرحوني. حفظة الأسوار رفعوا إزاري عني. أحلفكن يا بنات أورشليم إن وجدتن حبيبي أن تخبرنه بأني مريضة حبًا. ما حبيبك من حبيب أيتها الجميلة بين النساء. ما حبيبك من حبيب حتى تُحلّفينا هكذا” (5: 6-9).
قامت العروس تفتح لعريسها بعد تهاون فوجدته قد تركها وتحوّل عنها وعبر. والسؤال: لماذا فعل هكذا؟!
– من ناحية هو تأديب لتأخر الإنسان في الاستجابة.. إن حكمة الله من ذلك أن يعرّف الإنسان ضعفه، وهذا يكون حافزًا له على تلاشي هذا الضعف..

فتحت لحبيبي، لكن حبيبي تحوَّل وعبر
– ومن ناحية أخرى هو بمثابة امتحان للإنسان في المثابرة.. حتى إذا ما نال الإنسان السعادة الروحية يحرص عليها فالأشياء التي يحصل عليها الإنسان بسهولة يُفرط فيها.
– يقول داود النبي “لا تتركني إلى الغاية” (مز 119: 8).. والمعنى أن داود يقول لله: أنا أعلم أنك تترك قديسك لأجل فائدتهم من أجل امتحانهم، وأنا لا أسألك ألا تتركني فذلك ليس لصالحي. إنه في موضع آخر يقول ” خير لي أنك أذللتني حتى أتعلم حقوقك”.. إن الامتحان هو فرصة للتدرّب.
– إن ترك الله لنا بعض الوقت هو لخير الإنسان (الطفل الذي يعلموه المشي).
” طلبته فما وجدته. دعوته فما أجابني”.
طلبته العروس فما وجدته مع أنه ليس فقط واقفًا إلى جوارها، بل هو داخلها ينتظر أن يرى جهادها (ورد بقصة الأنبا أنطونيوس خلال جهاده مع الشياطين – أنهم تركوه مرة بين حيّ وميت. وحينما أفاق وجد مجد الرب يملأ المغارة. فقال أين كنت يا رب. أجابه كنت معك. ولماذا لم تتقدم لنجدتي. قال لأرى جهادك!!).
من هم الحرس الطائف في المدينة الذين ضربوها وجرحوها.
ومن هم حفظة الأسوار الذين رفعوا إزارها عنها؟
– الضرب والجرح ورفع الإزار لعله نوع من الاختبار القاسي والتأديب حينما يفشل التأديب السهل.
– وربما أشار هؤلاء الحرس وحفظة الأسوار إلى اليهود الذين لم يؤمنوا الذين أتعبوا الكنيسة بالضرب والتجريح كما حدث مع استفانوس أول شهداء المسيحية (أع 7: 57؛ 8: 1)
– مريضة حب.. لقد نسيت العروس جراحها التي جرحها بها حرس المدينة فلا تطلب من بنات أورشليم أن يخبرن حبيبها بما قاسته لأجله من جراح وآلام بل أن يخُبرنه بأنها ” مريضة حبًا”.. إنه مرض جميل، دليل الصحة الروحية.. وخير لنا أن نكون مرضى بحب المسيح من أن نكون أصحاء في محبة العالم.
– ما حبيبك من حبيب، أيتها الجميلة بين النساء. ما حبيبك من حبيب حتى تُحلّفينا هكذا. وكأن بنات أورشليم يقلن لها:
– إنك جميلة ولا ينقصك شيء، فمن هو هذا الحبيب الذي تنشغلين به.
– ومن هو هذا الحبيب الذي تحلفينا هكذا من أجل بقاء محبتك معه؟!!
– إن هذا الكلام يثير سؤالًا هامًا – كم يساوي المسيح في نظرك؟!
في نظر يهوذا الإسخريوطي كان يساوي 30 من الفضة وأنت كم يساوي في نظرك؟!

هل تبحث عن  سنكسار الجمعة 30 اغسطس 2019 م الموافق 24 مسري 1735 ش

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي