*أيضًا ها شاهدي في السماء، وزمالة قلبي في العلا(أي 16: 19 lxx). فعندما نزل الابن إلى الأرض كان له شاهد في السماء، إذ أن الآب هو شاهد للابن، الذي قال عنه في الإنجيل: “الآب نفسه، الذي أرسلني، يشهد لي” (يو 5: 37). بحق أيضًا دُعي “زمالة قلبي“، إذ لهما إرادة واحدة، ومشورة واحدة، يعمل الآب دومًا في اتحاد مع الابن…
يمكن أيضًا أن ينطبق هذا على صوت جسده، الكنيسة المقدسة، التي تحتمل مآسي هذه الحياة، من أجل النعمة العلوية التي تقودها نحو المكافآت الأبدية.
إنها تستتفه الموت الجسدي، إذ تهدف نحو مجد القيامة. ما تعانيه مؤقت، وما تتوقعه أبدي. ليس لها شك من جهة هذه البركات الأبدية. فإنها ترى بالذهن قيامة جسده، فتتقوى جدًا أن يكون لها الرجاء، فتحسب ما قد رأته قد عبر برأسها. وتترجى دون شك أن يتحقق في جسده، أي فيها…
هكذا ليت الشعب المؤمن حين يعاني من خصومة، عندما ينزعج بضيقات مرة، يرفع عقله إلى الرجاء في المجد العتيد، ويثق في قيامة الفادي، قائلًا: “الآن أيضًا أرى شاهدي في السماء، وزمالة قلبي في العلا“.
بحق دعاه “زمالة“، إذ قد تعرف على طبيعتنا ليس فقط بخلقتها، وإنما أيضًا بأنه اتخذها لنفسه. فقد تحققت معرفته بأن اتخذ ما لنا…
لكن يمكن أن ينطبق هذا الصوت على كل واحدٍ منا مع الطوباوي أيوب، فإن كل إنسانٍ يهدف نحو المديح البشري فيما يفعله يطلب شاهدًا على الأرض. أما المشتاق إلى مسرة الله القدير بأفعاله، فيفكر أنه له شاهد في السماء.

غالبًا ما يحدث أن الأعمال الصالحة نفسها فينا تُحسب خاطئة بواسطة أناس طائشين، أما الذي له شاهد في السماء، فلا حاجة له أن يخاف من توبيخات البشر.

هل تبحث عن  يوجهُ إلينا يسوع في الواقع دعوة مُلحة

البابا غريغوريوس (الكبير)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي