admin
نشر منذ سنتين
6
وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم


فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم

انجيل القديس متى ١٣ / ٣٦ – ٤٣
“وترَكَ يَسوعُ الجُموعَ ودخَلَ إلى البَيتِ، فجاءَ إليهِ تلاميذُهُ وقالوا لَه فَسِّرْ لنا مثَلَ زؤانِ الحَقلِ. فأجابَهُم الَّذي زَرعَ زَرْعًا جيِّدًا هوَ ا‏بنُ الإنسانِ، والحَقلُ هوَ العالَمُ، والزَّرعُ الجيِّدُ هوَ أبناءُ المَلكوتِ، والزؤانُ هوَ أبناءُ الشِّرّيرِ، والعدوُّ الذي زرَعَ الزؤانَ هوَ إبليسُ، والحَصادُ هوَ نِهايةُ العالَمِ، والحصَّادونَ هُم الملائِكةُ. وكما يجمَعُ الزّارعُ الزؤانَ ويَحرِقُهُ في النّارِ، فكذلِكَ يكونُ في نِهايَةِ العالَمِ يُرسِلُ ا‏بنُ الإنسانِ ملائِكتَهُ، فيَجْمعونَ مِنْ مَلكوتِهِ كُلَّ المُفسِدينَ والأشرارِ ,ويَرمونَهُم في أتونِ النّارِ، فهُناكَ البُكاءُ وصَريفُ الأسنانِ. وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم. مَنْ كانَ لَه أُذُنانِ، فلْيَسمَعْ “.
التأمل: “وأمّا الأبرارُ، فيُشرِقونَ كالشَّمسِ في مَلكوتِ أبـيهِم.”
الكثير من الناس يسألون أين الله؟ لماذا يسمح لنا أن نكون أشرارا طالما أحبنا وخلقنا؟ كيف يمكنه أن يتغاضى عن انسان يسلك طريق النار والهلاك؟ ألا يمكنه التدخل وإيقافه كي لا يكون من المفسدين والاشرار الذين سيرمون حتما في النار؟ لماذا يترك الزؤان ينمو مع القمح؟ لماذا الشرّ في العالم؟ لماذا المرض؟ لماذا الموت؟
قال لي أحد تلاميذي: ” أنا لا أؤمن بالله الاب والضابط الكل”.. قلت له لماذا؟ أجابني:” لو كان كذلك كما تقولون، أبا ومحبا، لماذا يسمح للانسان أن يصنع الشر؟ قلت له: “هو لا يسمح، انما الانسان يصنع الشر بفعل ارادته”. هزّ برأسه غير مقتنع، وتمتم قائلا:” الاب لا يدع أبناءه يموتون، أين هو من كل هذا؟ لماذا لا يتدخل؟ لماذا لا نراه؟” ..

فكرت قليلا وقلت له: ” أنت ترى الكثير من الفاشلين من حولك، ولكن أليس هناك من يبعثون الامل بين رفاقك؟ اذا كنت ناقما على الله بسبب الفاسدين فما رأيك بالذين يشرقون كالشمس في حياتك؟ أجاب بكل ثقة :” أنا لا أراهم “…
فأخبرته قصة ” حلاق الحي” :” في أحد الأيام، دخل رجل مؤمن محل للحلاقة، فجلس وبدأ صاحب المحل يصفف شعره ويتبادلان الحديث فيما بينهما. في سياق الحديث، توجّه الحلاّق للرجل المؤمن قائلاً له “أن الله ليس موجوداً، إنما هو كذبة كبيرة”.

استوقفه الرجل المؤمن وسأله “لماذا تقول أن الله ليس موجوداً؟” أجاب الحلاّق قائلاً “أنظر من حولك، لماذا هناك الكثير من الأشرار ولا يتغيّرون؟ لماذا هناك الكثير من البؤساء والحزانى؟ لو كان الله موجوداً لما بقي على الأرض شرير أو بائس”.
سكت الرجل وخاف أن يقول شيئا فخرج من المحل. وما أن خطى خطوتين في الشارع حتى عاد الى صاحب المحل وقال له “هل تؤمن أن هناك حلاّق ماهر؟” ضحك الحلاّق وقال بكل غرور “نعم، وأنا واحد منهم”. عندها قال الرجل “لو كان هناك حقاً حلاّق ماهر لما بقي في الشارع رجل منظر شعره مقرف ووسخ كالذي يجلس أمام محلّك في الخارج”.

تفاجأ الحلاّق وأراد أن يدافع عن نفسه فقال للرجل المؤمن “كيف لي أن أحسّن منظره وأصفّف له شعره ما لم يأت هو الى المحل؟” عندها ضحك الرجل وقال له “هكذا الله لا يمكن أن يُجبر أحد على شيء ما لم نأت اليه ونطلب منه أن يغيّر حياتنا”.
فانتفض قائلا: ” يعني أن حريتنا هي التي تعمينا؟؟” أجبته: “نعم”…فقرع الجرس وانتهى الحديث لأن حصة جديدة كانت قد بدأت.

هل تبحث عن  انتم الآن انقياء

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي