بداية العهد الجديد
حدث البشارة لمريم هو بد العهد الجديد والنهائي، عهد الخلاص المعقود بين الله والبشرية، والممهور بدم السيح الفادي. مريم، عذراء الناصرة، هي مثال لكل رجل وامرأة. في البشارة تجلت حقيقة الله الواحد والثالوث، حصلت امومة مريم الالهية، وتحقق الاتحاد العميق بالله، واصبحت مريم مثال المؤمنين وصورة الكنيسة.
في البشارة اول اعلان للثالوث
من بعد ان اعلن الله ذاته، بانواع شتى في العهد القديم، ها هو في البشارة يكشف عن حقيقته الثالوثية. يُنشد القديس غريغوريوس العجائبي: ” انك تشعّين بالنور، يا مريم. فيك يُمجد الآب، الذي لا بدء له والذي ظللك بقدرته. وبك يُعبد الابن الذي حملته بالجسد. وبك يعظم الروح القدس، الذي أنجز في احشائك ميلاد الملك العظيم. انه بفضلك، يا ممتلئة نعمة، عُرف في العالم الثالوث الاقدس والواحد في الجوهر” ( كرامة المرأة، 3، حاشية 16).
لو لم يكن الله ثالوثاً لما كان التجسّد الالهي ممكناً، ولما تحقق الفداء، ولما كان باستطاعة مريم ان تتحد بالثالوث، كابنة للآب وامّ للابن وعروس للروح القدس، ولما كانت الافخارستيا والاسرار. وحدانية الله لا تستطيع لوحدها ان تحقق كل ذلك. ولهذا يستحيل على غير المسيحيين فهم التجسد والفداء والتبرير، اذا لم يقبلوا اولاً هذه الحقيقة بالايمان قائلين مع القديس انسليموس: “اؤمن لأفهم”.