قبر رَاحيل

نقرأ في سفر التكوين (35: 20): “فنصب يعقوب عمودًا على قبرها. وهو عمود قبر راحيل إلى اليوم” (أي إلى أيام كتابة سفر التكوين). ورغم أن ذلك العمود قد اندثر إلا أن موقعه مازال معروفًا إلى يومنا هذا، ويكرمه المسيحيون واليهود والمسلمون. أما القبر الخالي، الذي بنى – على ما يبدو- في القرن الخامس عشر، فهو على هيئة قبة صغيرة كتلك التي نراها في مقابر الأولياء، وهو عبارة عن مبنى حسن المظهر، له أربعة حوائط يبلغ طول كل منها حوالي 23 قدما وارتفاعه 20 قدما، وترتفع القبة نحو عشرة أقدام فوق ذلك. ويرفع اليهود ابتهالاتهم أمام هذا القبر في أيام الجمع. ويحتمل أن يكون هذا الموقع هو نفس المكان الذي دفنت فيه راحيل، وإن كان هناك بعض الشكوك التي تحوم حول ذلك، فهناك رأيان فيما يتعلق بتحديد المكان، بُنى أقدمهما على ما جاء في سفر التكوين (35: 16- 20، 48: 7)، حيث يشير إلى مكان ما شمالي بيت لحم على بعد أربعة أميال من أورشليم. وقد ذكره أيضا متى البشير (مت 2: 18) – عند حديثه عن مذبحة الأطفال الأبرياء التي حدثت في بيت لحم- وكأن راحيل تبكى في قبرها القريب، على هؤلاء الأطفال. أما الرأي الثاني فيستند إلى ما جاء في سفر صموئيل الأول (10: 2) حيث يذكر أن قبر راحيل كان يقع على حدود بنيامين بالقرب من بيت لحم، وعلى بعد نحو عشرة أميال من أورشليم. ويعزز هذا الرأي ما جاء في إرميا (31: 15) حيث يتحدث عن شعب الرامة من سبط بنيامين ووقوعهم في الأسر، فتندب راحيل– أم سبط بنيامين – مصير بنيها.
وما يستند إليه أصحاب الرأي الثاني (تك 35: 16، 1 صم 10: 2، إرميا 31: 15) لا يتعارض مطلقا مع ما جاء في سفر التكوين (35: 19، 48: 7)، حيث أن سفر التكوين (35: 16) يذكر: “ولما كانت مسافة من الأرض بعد حتى يأتوا إلى أفرانه” وهو ما يدل على أن الموقع كان إلى الجنوب من أورشليم. ويذكر صموئيل الأول (10: 2) أنها على تخم بنيامين، مما يحتمل أنه إشارة إلى التخم الجنوبى لبنيامين، أي إلى الجنوب مباشرة من أورشليم (يش 15: 8، 8: 15- 17)، لأن المدينة المذكورة في الإصحاح التاسع من صموئيل الأول، القريبة من التخم غير محدد موقعها تماما، كما أن عبارة عند قبر راحيل في تخم بنيامين في صلصح” لا تحدد موقعًا يتعارض مع ما جاء في سفر التكوين (35: 19، 48: 7). كما أن الموقع التقليدي قد لا يكون صحيحًا لأنه يبدو أبعد كثيرًا عن التخم الجنوبى لبنامين. ثم إن عبارة إرميا (31: 15) لا تدل مطلقا على أن قبر راحيل كان في الرامة (على بعد نحو خمسة أميال إلى الشمال من أورشليم)، بل إن النبي صور في عبارة شعرية، عويل راحيل على أبنائها، إما لأنه سبق فرأى أن المسبيين من يهوذا وبنيامين سيجتمعون في الرامة بعد سقوط أورشليم وقبل اقتيادهم إلى السبي في بابل (إرميا 40: 1)، أو لأن الرامة كانت أكمة مرتفعة في أرض بنيامين يمكن منها رؤية الخراب الذي أصاب البلاد.
ويتفق بوسيفوس وكتبه التلموذ على أن قبر راحيل كان قريبا من بيت لحم. كما رأى نفس الرأى أوريجانوس ويوسابيوس وجيروم.

هل تبحث عن  ونجم المساء والدب القطبي مذكورة أيضًا، ويقصد بها كل النجوم وترتيبها

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي