كان لابد ان يقوم المسيح له المجد من الأموات لانه ببساطة شديدة تألم ومات ودفن بسبب خطية ليست له .
. وكذلك كان لابد ان يقوم هذا الذي قيل عنه ان فيه كانت الحياة .
. وكيف لا يقوم هذا الذي استطاع ان يصنع معجزة خلق كاملة قبلها بأيام للمولود اعمى ؟!
وكيف لا يقوم هذا الذي استطاع ان يقيم لعازر بعد ان أمضى في قبره أربعة ايام وأنتن ؟! كان لابد ان يقوم لان موته له كل المجد هو الوضع المؤقت الذي اختاره بارادته لأداء رسالته الخلاصية بإتمام عملية الفداء والكرازة لمن ماتوا على رجاء لينزل الى الجحيم ليسبي سبيا ويعطي الناس عطايا .. والحديث يطول عن حتمية قيامته المجيدة التي اثبتت نفسها بشهادات ونبوات عديدة …
امام عن النتائج لهذه القيامة المجيدة فحدث ولا حرج فقد اخرجت القيامة الكنيسة الخائفة الحبيسة في علية صهيون وقد حاولت إغلاق ابوابها من الداخل خوفا ورعبا ليقوم المسيح له المجد ويدخل على تلاميذه الخائفين والابواب مغلقة .. كذلك من فاعلية القيامة هو ثقة دبت في قلوب الكل تتعلق بوعود رب المجد قبل الصلب .. هذه الوعود التي أتصور انها كانت محور حديث تلاميذه المختبئين داخل العلية هذه الأيام الثلاثة الى ان أتت اليهم اخبار قيامته .. فهذا بطرس الرسول الذي أنكر يتذكر وعد المسيح له انت بطرس وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وابواب الجحيم لن تقوى عليها !!! العله يتساءل في نفسه هل يتحقق هذا الوعد وكيف ؟! وهذا تلميذ اخر اسمه لاوي ترك كل شيء ليتبعه حتى اسمه القديم !! ومجدلية اخرج منها سبعة شياطين لعلها كانت تتساءل هل تعود هذه الشياطين لتمتلك حياتها من جديد خاصة وقد صلب ومات ودفن في القبر ذاك الذي له كل السلطان على الأرواح النجسة ؟!!! وهذا زكا العشار الذي فقد الكثير من ماله مصدر رزقه الوحيد كعشار وبعدها سمع وعد المسيح له المجد اليوم حصل خلاص لأهل هذا البيت !!! ووعود كثيرة قدمها لهم رب المجد المؤكد انها كانت موضوع حديث بعد صلبه وموته وقبل قيامته ..
اما عن نتيجة هامة جدا ومن اهم نتائج قيامته المجيدة ان قيامة المسيح له المجد انتصرت لافكاره ومنهجه وأسلوبه … فالمؤكد ان منهج المسيح وافكاره كانت من اهم الاسباب التي دعت اليهود ورؤساء الكهنة وقيادات الشعب في ذلك الوقت الى التخلص منه .. فقد انتصر المسيح له المجد للإنسان وكشف عن أهميته في فكر الله وانه اهم من كل الطقوس والممارسات والقواعد التي اهتم بها اليهود مثل السبت مثلا الذي حرص المسيح على تثبيت فكرة ان السبت جعل لأجل الانسان وليس العكس !! كذلك فكرة اهتمام المسيح بالخاطئ وعدم ادانته الخاطئ وان الفارق جوهري بين ادانة الخطية المقبولة وادانة الخاطئ بل واظهار مكانة وقيمة النفس البشرية حتى الخاطئة … اما عن فكرة كيفية العطاء وليس كميته فقد انتصر لها المسيح حينما مدح المرأة التي أعطت الفلسين … فكرة انه اله الكل وليس فئة بعينها … فكرة التسامح الغير محدود سبعة في سبعين ….
ثورة المسيح له المجد على كل المرائين من الكتبة والفريسيين والناموسيين وتوجيه كلمات لوم حازمة لهم ولكل من يسير على منهجهم … وكذلك انتصرت فكرة الفرح بالأسماء المكتوبة في السموات وليس بصنع المعجزات وإخراج الشياطين وتم تصحيح مفاهيم كثيرة اخرى مثل مفهوم رفضه استخدام السيف والعنف تحت اي مسمى حينما قال لبطرس رد السيف الى غمده فالذي يأخذ بالسيف بالسيف يؤخذ لينتصر المسيح له المجد لفكرة النضال اللا عنفي !!! وافكار اخرى كثيرة انتصر لها وانتصرت بقيامته المجيدة .. لذلك تظل قيامة المسيح له المجد هي الحدث الأهم والمفصلي وحجر زاوية الإيمان المسيحي كله فيظل الفارق رهيب بين ديانة تعتمد في محور ايمانها على كيان حي منتصر قائم من بين الأموات وأي معتقد اخر إيمانه مرتبط بنبي مات وأصبح ذكرى يذكرها اتباعه