admin
نشر منذ سنتين
2
كانَ يسوعُ يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ

وكانَ يسوعُ يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس.

تشير عبارة “يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس” إلى خاتمة تكرِّر ما ورد سابقا ” كانَ الطِّفْلُ يَتَرَعَرعُ ويَشتَدُّ مُمْتَلِئاً حِكمَة، وكانت نِعمةُ اللهِ علَيه ” (لوقا 2: 40). يبدو أنها مستوحاة مما ورد في العهد القديم ” أَمَّا صًموئيل الصَّبِيُّ، فكانَ يَتَسامى في القامَةِ والحُظوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس” (1 صموئيل 2: 26) يبقى صموئيل أمام الله كما فعل يسوع “لَمَّا بَلَغَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَة، صَعِدوا إِلَيها جَرْياً على السُّنَّةِ في العيد (لوقا 2: 42). لم يذكر الإنجيل أي حدث من حياة يسوع في الثماني عشرة سنة التي قضاها يسوع في بيته في الناصرة إلاّ أنه كان يتعلم ويكبر وينضج. كان ينمو بصورة متناسقة في جميع المجلات الجسدية والفكرية والاجتماعية والروحية. وكان يساعد يوسف في عمله في النجارة “أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم” (مرقس 6: 3). أّما عبارة “في الحِكمَةِ والقامَةِ ” فتشير إلى يسوع المسي، ابن الله كان باعتباره إنسانا يتقدم في جسدا وعقلا كسائر الناس.

هذه الآية تدل على ان ليسوع نفسا بشرياً كما أن له جسدا بشريا، وهذا خلاف ما ذهب إليه أبوليانوس من انه لم يكن للمسيح نفس بشرية بل ان روحه الكلمة الازلي اخذ محل النفس في جسده. أمَّا عبارة “الحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس” فتشير إلى نمو يسوع نمواروحيا واجتماعياً. كان يُظهر يسوع المسيح من الأخلاق الحميدة والأعمال الصالحة ما جعل الله يسرُّ به مما جعله محبوبا إلى الناس. كان يسوع في تلك المدة يعمل مشيئة الله لأجلنا بطاعته شريعة الله (غلاطية 4: 4) “إنَّه لم يَرتكِبْ خَطيئَةً ولَم يُوجَدْ في فَمِه غِشّ ” (1 بطرس 2: 22). اهتم لوقا الإنجيلي بكل مراحل المسيح، فرآه جنين في بطن أمه، ورآه طفلاً ورآه صبياً ثم رآه مكتمل الرجولة، فالمسيح إذاً قدَّس كل مراحل الحياة البشرية.

هل تبحث عن  السيد المسيح وديع ومتواضع القلب (مت 11: 29)

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي