admin
نشر منذ سنتين
2

كان رجلاً من رجالات الإيمان المعدودين | يوسف النجار

*( كنت مختاراً من الله)*

لم يكن يوسف كما يراه الكثيرون رجل عاديٌّ بسيط بل كان رجلاً من رجالات الإيمان المعدودين في فترة ما بين العهدين ..
لم يتجاهل يوسف امر الزواج صدفة
او عدم اهتمام بالامر بل لقد نذر نفسه لله ورفض محاولات الكثيرين بعروض زواج كريمة وسخية من افضل فتيات بيت يهوذا واكرمهم ولكن البتولية كانت حلمه وهدفه وقراره .
لابد أن تلك كانت خطة الله ليكون محفوظاً
ومنتظراً ليكون رفيقاً وحارساً وعائلاً للبتول
ورمز البتولية في التاريخ..
تلك التي ان رأيت لفظ العذراء فهي المقصودة به دون غيرها ..
لم تكمل مريم عامها السادس إلا وأُخبرت أن أباها يواقيم البار
قد فارق أرض الشقاء ذاهباً في طريق ابائه حيث ابراهيم واسحاق ويعقوب
وكم تألمت مريم الصغيرة لهذا الخبر
واحتضنتها حنة في زياره هي احوج ما تكون إليها ..
وحين وجدت ان امها متألمة اكثر منها قالت لها مريم :
يا امي لا تحزني ..ان الرب هو ابونا الذي لا ينسانا
والذي لا يموت اما ابي البار فنحن نذهب اليه وهو لا يعود
سيبقي ذُكر ابي أبديًا لا ينقطع فـإنه
وان لم ينجب ذكوراً لكن اسمه سوف يكون فوق كل لسان
في كل الاجيال مطوباً الي الابد
ومضت حنة الي بيتها متعزيه بكلمات طفلتها
التي لم ترها الا مرة اخيرة في العام الذي يليه
وعندما بلغت مريم الثامنة من عمرها لم تأت حنة كعادتها
كل عام فقد انطلقت في إثر زوجها بشيبة صالحة
لتصبح مريم وحيدة تماماً ولم يكن من يسأل عنها الا القليلين ..
ربما اليصابات وسالومي بنتّي خالتها
وابن عمها الشيخ الذي تجاوز الثمانين من عمره يوسف نجار الجليل..ومضت الأيام واتمت مريم عامها الثاني عشر
واجتمع كهنة الهيكل وقرروا أن مريم صارت كالنساء
وإنها صارت الان امراة لا طفلة لها عادة كما لكل امراة
في زمن الاكتمال و يجب أن تخرج من الهيكل و لا تمس المقدسات واقترحوا أن يزوجوها , فليبحثوا عن شاب حسن الاخلاق …
حسن السمعة والسيرة ..
فلتتزوج وتنجب ابناء وبنات يرضون الله فى حياتهم
وحين عرضوا الأمر على مريم ..
ترجّتهم بدموع عينيها وهى تخبرهم انها لا تريد الزواج
بل تريد أن تبقى خادمة للرب وحده بلا شريك معه
وحين حاولوا أن يقنعوها بأن وجودها فى الهيكل مستحيل
.. طلبت أن تتكلم مع قريبها وزوج ابنة خالتها العجوز اليصابات
.. زكريا الكاهن .. وحين انفرد بها زكريا
اوضحت له مريم اشواق قلبها ان تظل بتولا للرب لا تعرف رجلا
تفهّم الرجل العجوز ما تريده مريم وراح يهديء من روعها وقال لها :
لابد ان تخرجى من الهيكل يا مريم …
هذه هى الشريعة ،ولكن هناك حل قد يرضيكي
لن نعرض امر الزواج منكِ على شباب بيت داود
بل على شيوخهم ليأخذك أحدهم ليحفظك ويعينك على ما تطلبيه
تهللت اسارير مريم وارتاحت روحها لكلام زكريا
وجمع الكهنة بعض شيوخ عائلة يواقيم والاقرب منهم إليه
وكان بينهم بل اهمهم يوسف النجار
الذي كان يحب مريم ابنة عمه بقدر حبه لعمه ذاته
إذ كان معينه و مربيه ،
ولكن يوسف ما كان ليرغب فى ان يأخذ مريم لتكون خطيبته
فهو تعود الوحدة والبتولية واراد وهو لم يعرف ما يدور بفكر مريم
من رغبتها فى البتولية
ان يتهرب من زكريا وان يترك أمر مريم لمن يرغب من رجال بيت يهوذا ولكن زكريا و كأنه بروح نبوة اصر على تقدم يوسف لخطبة مريم
بين شيوخ بيت ابيها قائلا له :
يا يوسف اسمعني جيدا .. انا وأنت نعرف مريم جيدا..
نعرف اباها وامها ولن يكون أحرص عليها من احدنا .. ولو ان شريعة موسي تسمح لأخذتها لبيتي وضمتها اليصابات بنت خالتها إلي حضنها عوضاً عن ابنة لم ولن نرزق بها فلقد اغلق الرب رحم اليصابات وانقطعت عنها عادة النساء
وهنا امتلأت عينا زكريا بالدموع حين تذكر عقمه
وعقم زوجته ولكنه اكمل كلامه ليوسف قائلا :
يا يوسف اني اصلي للرب ليل نهار منذ ان عرفت
ما في قلب مريم واشواق نقسها
ان تكون للرب حياتها ولا تنشغل بزوج ولا ولد

هل تبحث عن  الكتاب المقدس فى حياتى الأنبا موسى أسقف الشباب

وهنا احس يوسف ان الله يدعوه أن يقبل وأن يتمني ان تكون مريم نصيبه ، وان تسكن بيته .. يتكفل بها ويحميها ويخدمها ما بقي له من العمر
وجمع الكهنة عصي شيوخ بيت يهوذا وقالوا لهم :
الامر للرب .. هو يرسل علامة اياً منكم يستحق أن ياخذ تلك الفتاة المباركة .
ووضعت العصي في غرفة واغلقت بعدما تم تحديد موعدلفتح الغرفة مرة ثانية ومعرفة العلامة التي يعطيها الله كإشارة لمن يستحق ان يُمنح مريم لتكون خطيبته
وجاء اليوم الموعود ..
وجمع الكهنة شيوخ يهوذا المنتظرين لاعلان الله .. وفتحت الغرفة واذا حمامة بيضاء مميزة تقف علي عصا من عصي شيوخ يهوذا وحين اقتربوا وجدوا العصي التي عليها اسم يوسف بن هالي
وطارت الحمامة واستقرت علي رأس يوسف النجار غير خائفة او مبالية ، ولما امسكوا العصا وجدوا انها قد اخضرت وافرخت و بدأت تنبت
ففهم الجميع ان الرب قد اختار لمريم نصيبها وان يوسف قد استلمها من يد الرب


.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي