وَقَالَ أَمَامَ إِخْوَتِهِ وَجَيْشِ السَّامِرَةِ:
مَاذَا يَعْمَلُ الْيَهُودُ الضُّعَفَاءُ؟
هَلْ يَتْرُكُونَهُمْ؟
هَلْ يَذْبَحُونَ؟
هَلْ يُكْمِلُونَ فِي يَوْمٍ؟
الحاسد أردأ من الوحوش الضارية، وأخبث من الشياطين، لأن غضب الوحوش وشرها ينتج عن جوعها أو خوفها منا، أما الحاسدون فمن يحسن إليهم يكون كمن ظلمهم.
عمل عدو الخير هو تثبيط الهمم وبث روح اليأس، حتى لا يُقْدم المؤمن على العمل، وإن بدأ العمل ييأس ويتوقف.
كان سنبلط يتطلع إلى اليهود وهم يتحركون للبناء أنهم شعب غبي لا يدرك حقيقة نفسه. إنهم ضعفاء وغير حكماء، يحلمون بتقديم ذبائح لإلههم، وكأنهم في يوم واحد يبنون السور، وفي يوم يحتفلون به ويقدمون ذبائح. يحسبون أنهم آلهة قادرة أن تقيم التراب الميت وتجعله حجارة حية!
كثيرون يسخرون بالعاملين في كرم الرب، الذي ينسون أنه عمل الرب نفسه القدير، يعمل أكثر مما نسأل وفوق ما نفكر!
* لا توجد خطية تفرق الإنسان عن الله والناس مثل الحسد، لأن هذا المرض أشد خبثًا من محبة الفضة. لأن محب الفضة يفرح متى ربح شيئًا، أما الحاسد فيفرح متى خسر أحد شيئًا أو ضاع تعبه سُدى، ويحسب خسائر الآخرين ربحًا له أكثر من أي نجاح. فأي شر أعظم من هذا؟!
الزاني يتورط في الخطأ لأجل لذة مؤقتة، والسارق قد تكون له حجة الفقر، ولكن أي عذر تقدمه أيها الحاسد؟!
الزاني يحصل على لذة زمنية أثناء ارتكابه الخطية، ثم يعود فيرفضها… فيتوب ويخلص، أما الحاسد فيُعذّب نفسه ولو لم يحدث له ضرر ممن يحسده. فلهذا خطية الحسد أشر الخطايا وأشنعها، لأن الحاسد لا يمكنه مغادرة خطيته، بل يصير كالخنزير المتمرغ في الحمأة، ويماثل بفعله الشيطان …
لهذا أقول لكم إنه ولو كان أحدكم يصنع معجزات أو يحفظ البتولية، أو يكون صوّامًا أو باسطًا كفيّه في الرحمة أو ينام على الحضيض أو يصل بهذه الوسائط إلى فضيلة الملائكة؛ ولكن فيه آلام الحسد فلا محالة يكون أشر من جميع الخطاة وأردأ منهم.
* الشيطان حاسد، لكنه يحسد البشرية، ولا يحسد شيطانًا آخر، أما أنت فإنسان تحسد أخاك الإنسان، وبالأخص الذين هم من عائلتك وعشيرتك، الأمر الذي لا يصنعه الشيطان.