كاهن صغير اليد!


كاهن صغير اليد


ويأخذ … ملء راحتيه بخوراً عطراً دقيقاً ويدخل بهما إلى داخل الحجاب

( لا 16: 12 )




في يوم الكفارة العظيم كان هرون رئيس الكهنة “يأخذ ملء المجمرة جمر نار عن المذبح من أمام الرب، وملء راحتيه بخوراً عطراً دقيقاً ويدخل بهما إلى داخل الحجاب، ويجعل البخور على النار أمام الرب فتغشي سحابة البخور الغطاء الذي على الشهادة فلا يموت” ( لا 16: 11 -13) أي أن هرون كان يختفي وسط سحابة البخور التي تُشير إلى كمالات الرب يسوع المسيح ولذلك لا يموت.

ولا شك أن راحتي هرون كانتا كبيرتين تتسعان لمقدار كبير من البخور، ولكن إذا فرضنا أن أحد رؤساء الكهنة كان صغير اليدين، إن راحتيه – في هذه الحالة – لا تتسعان إلا لقدر صغير من البخور، وبذلك لا يكمل الرمز. وكذلك نقرأ عن مُقدم الدقيق أنه كان “يقبض منها ملء قبضته من دقيقها وزيتها مع كل لُبانها ويوقد الكاهن تذكارها على المذبح” ( لا 2: 2 ).

وهنا نرى مجالاً للازدياد في استيعاب الدقيق الذي يُشير إلى ربنا يسوع المسيح في كمال ناسوته. والرسول بطرس يحرضنا أن ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا يسوع المسيح ( 2بط 3: 18 ). وهذا يذكّرنا بصلاة يعبيص ذلك الرجل الذي كان أشرف من كل إخوته فلم يقنع ببركات قليلة ولا بتخوم ضيقة من ميراث الرب، بل صلى قائلاً للرب “ليتك تباركني وتوسّع تخومي وتكون يدك معي وتحفظني من الشر حتى لا يتعبني” ( 1أخ 4: 10 ). ونقرأ القول “أتاه الله بما سأل”، نعم لأننا “إن طلبنا شيئاً حسب مشيئته يسمع لنا” ( 1يو 5: 14 ).

هذا الشخص الشريف “ولدته أمه بحزن” مما يُشير إلى ما أحاط به من ظروف مُحزنة ولكنه طلب من الرب أن يحقق له قول المرنم “عابرين في وادي البكاء يصيّرونه ينبوعاً. أيضاً ببركات يغطون مورة” ( مز 84: 6 ). وهو مثل بنيامين الذي سمّته أمه أيضاً “ابن أوني” أي ”ابن حزني” ولكن يعطيه الكتاب هذا اللقلب الحلو “حبيب الرب” قائلاً عنه “يسكن لديه آمناً، يستره طول النهار وبين منكبيه يسكن” ( تث 33: 12 )، آمناً في أذرع الرب في الشركة العميقة معه.

هل تبحث عن  فلنَعكُفْ إذًا علَى ما هو للسَّلامِ

ليتنا مثل هذين الرجلين الشريفين المحبوبين من الرب نقنع كثيراً في أمور الزمان “إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتفِ بهما” ( 1تي 6: 8 )، أما في الأمور الروحية فلا نقنع أبداً، بل نطلب المزيد من البركات ومن التخوم الواسعة. .

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي