* “لأن هذا زمان انتقام الرب”. يوضح الكتاب المقدس أن العقوبات توقع على الإنسان الذي يحتملها ويصبر في احتمالها. فعندما لا يُعاقب الإنسان على الأرض يظل هكذا بدون عقاب حيث يتم عقابه في يوم الدينونة. ويقول الرب على لسان هوشع النبي: “لا أعاقب بناتكم، لأنهن يزنين ولا كناتكم لأنهن يفسقن” (هو 4: 14). الله لا يعاقب الخطاة بسبب غضبه عليهم، كما يظن البعض، أو بمعني آخر إن الله عندما يوقع عقابًا بإنسان خاطئ، فإنه لا يوقعه بدافع الغضب من هذا الإنسان، بل على العكس، فإن علامة غضب الله على الإنسان تتمثل في عدم توقيع العقاب عليه. لأن الإنسان المُعاقب حتى ولو تألم تحت تأثير هذا العقاب، إلا أنه القصد هو إصلاحه وتقويمه. يقول داود: “يا رب لا توبخني بغضبك، ولا تؤدبني بسخطك” (مز 6: 1). لو أردت أن تؤدبني، فكما يقول إرميا: “أدبني يا رب، ولكن بالحق لا بغضبك، لئلا تفنيني” (إر 10: 24). كثيرون أُصلحوا بسبب عقوبات الرب وتأديباته لهم. كما يقول الكتاب، إن أبناء السيد المسيح حينما يخطئون يتم عقابهم لكي تكون أمامهم فرصة للرحمة من قبل الرب: “إن ترك بنوه شريعتي، ولم يسلكوا بأحكامي، إن نقضوا فرائضي ولم يحفظوا وصاياي، افتقد بعصا معصيتهم، وبضربات إثمهم، أما رحمتي فلا أنزعها عنهم” (مز 89: 30-33). من ذلك نفهم أنه إذا ارتكب أحد الخطايا ولم يعاقب حتى الآن يكون علامة عن عدم استحقاقه للعقاب بعد .




العلامة أوريجينوس
هل تبحث عن  الأصحاح السادس والثلاثون سفر إرميا مارمرقس مصر الجديدة

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي