كلما قرأت كتب سير القديسين، مالت نفسي إلي أن أصير مثلهم. وللأسف لا
أقدر أن أفعل مثلهم. فبماذا تنصحون؟
الجواب:
كثيرون من الذين كتبوا مثاليات القديسين، ذكروا ممارسات وصل إليها القديسون، ربما
بعد عشرات السنوات من الجهاد، دون أن يذكروا التداريب التي سلكوا فيها، أو الخطوات
التدريجية التي اتبعوها حتى وصلوا إلي ما وصلوا إليه. فهل تريد أنت- بمجرد القراءة
– أن تمارس – دفعة واحدة – ما وصل إليه القديسون، في عشرات السنوات؟! ضع أمامك
الفضيلة، ولكن الوصول إليها يحتاج إلي أمرين: (أ) تدرج (ب) إرشاد روحي (ج) أنظر
أيضاً إلي نقطة ثالثة هي مدي مناسبة هذه الفضيلة لك أنت بالذات، في نوع حياتك،
الذي قد يختلف عن نوع حياة القديس الذي تقرأ له. فمثلاً الصمت والصلاة الدائمة،
يناسبان حياة الوحدة، ولكن من الصعب ممارستها في الخلطة من الناس، وإلا يقع الشخص
في إشكالات عملية، وربما يصطدم مع الناس.. كذلك الأصوام الانقطاعية الشديدة، ربما
تناسب من يحيا حياة الانفراد، ولا تناسب حياة من يبذل مجهوداً جسمانياً كبيراً، أو
من هو في سن النمو. عموماً، من المفروض أنك في كل ممارستك الروحية، تكون تحت إرشاد
أب حكيم مختبر، ولا تسلك حسب هواك لأن “الذين بلا مرشد، يسقطون مثل أوراق
الشجر”. والمرشد سيحميك من التطرف، ومن الانحراف اليميني، ومن المغالاة ومن
القفزات الفجائية التي ليس لها أساس. لذلك لا تحزن إن كنت لا تستطيع الآن أن تنفذ
كل ما تقرأه عن القديسين. ربما تستطيع فيما بعد، بالتدريج. كذلك نلاحظ أن كل قديس،
كانت له فضيلته التي نبغ فيها، فهل تريد أنت أن تجمع جميع الفضائل لجميع القديسين،
الأمر الذي يندر حدوثه.. كن معتدلاً.
تم نسخ الرابط