كيف تتعامل مع المشاعر السلبية؟
عادة نتعامل معها بواحدة من هذه الطرق:
(1) أن نسكب نفوسنا علي نفوسنا: «هَذِهِ أَذْكُرُهَا فَأَسْكُبُ نَفْسِي عَلَيَّ» (مز42: 4). وهي حالة أليمة من الانحصار في الأحزان، للحد الذي تُصبح كأنها الطعام الذي تتغذي النفس عليه «صَارَتْ لِي دُمُوعِي خُبْزًا نَهَارًا وَلَيْلاً، إِذْ قِيلَ لِي كُلَّ يَوْمٍ: أَيْنَ إِلَهُكَ» (مز42: 3). هنا يمتلئ الذهن بالأفكار السلبية، ويشتد الحوار الباطني السلبي. ولا مخرج إلا بالتحدث مع الرب.
(2) أن نسكب نفوسنا علي الآخرين: كما قيل عن الأطفال في أيام إرميا إنهم – من شدة الجوع – يذهبون ويسكبون نفوسهم «فِي أَحْضَانِ أُمَّهَاتِهِمْ» (مرا2: 12). ونتعلَّم من هذا أنه قد نتحول لأحبائنا، ونتكلَّم معهم كثيرًا عن آلامنا وأحزاننا، ثم نتوقف عند هذا الحد، وهذا لن يُريح نفوسنا حقيقة.
(3) أن نسكب نفوسنا قدام الرب: وهذه هي الطريقة الصحيحة وهي «تَوَكَّلُوا عَلَيْهِ فِي كُلِّ حِينٍ يَا قَوْمُ. اسْكُبُوا قُدَّامَهُ قُلُوبَكُمْ. اللهُ مَلْجَأٌ لَنَا» (مز62: 8). هذا ما فعلته حَنَّة التقية، فهي لم تستسلم لأحزانها، ولم تكتفِ بالإفصاح عن آلامها لألقانة زوجها، لكنها اتّجهت مباشرة للرب، وسكبت نفسها قدامه، وماذا كانت النتيجة؟ «مَضَتِ الْمَرْأَةُ فِي طَرِيقِهَا وَأَكَلَتْ، وَلَمْ يَكُنْ وَجْهُهَا بَعْدُ مُغَيَّرًا» (1صم1: 15، 18).