كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية – اللاهوت الروحي, الشيطان وحربه للإنسان, معوقات الحياة الروحية
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف لا نرهب الشيطان؟

أ – كرامة الغالبين أعظم من خزي المغلوبين. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [الذين غلبوا إبليس لهم كرامة أفضل بكثير من المغلوبين، حتى ولو كان المغلوبون كثيرين والأولون قليلين، إذ قيل: “واحد يتقى الرب خير من ألف من المنافقين” (سيراخ 16: 3) [346].].

ب – وارء أذية المغلوبين كسلهم لا الشيطان. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لو اُستبعد الشيطان من العالم، تُجرح كرامة المنتصرين. لكن لو تُرك الشيطان، فإن الكسالى وذوي البطر لا يتأذون على حساب المتيقظين، إنما بسبب بطرهم وكسلهم. بينما لو استبعد الشيطان عن العالم، فإن المتيقظين يحزنون على حساب المتهاونين، حيث لا تظهر قوتهم ويُحرمون من الإكليل[347].].

ج – تهاون الإنسان جعل الشيطان يُدعى “مُضلاً” يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [هنا أيضاً أتعرض لتوضيح آخر حتى نتعلم أن التراخى والكسل هما اللذان يصرعان غير المنتبهين وليس إبليس[348].].

د – هل نستبعد الخليقة الجميلة أيضاً؟ يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [ماذا نقول عن الخليقة الجميلة والعجيبة؟! هل الخليقة شريرة أيضاً؟ من هو هذا الشرير والغبى الذى يجرؤ ويدين الخليقة؟! الخليقة جميلة وهى علامة حب الله وحكمته وقوته. لنستمع إلى النبى الذى يتعجب، قائلاً: “ما أعظم أعمالك يارب. كلها بحكمة صُنعت” (مز104: 24)… ولنستمع إلى القديس بولس الرسول، الذى يقول: “لأن أموره غير المنظورة تُرَى منذ خلق العالم مُدرَكة بالمصنوعات قدرته السرمدية” (رو1: 20). فكل شيءٍ من أمور هذه الخليقة – كما يقول الرسول – تقودنا إلى معرفة الله. والآن إن رأينا نفس هذه الخليقة الجميلة والعجيبة تصير سبباً لشر الإنسان، فهل نلومها؟ حاشا! بل نلوم الذين لم يستطيعوا استخدام الدواء استخداماً صائباً. إذاً متى تصبح الأمور التى تقودنا إلى معرفة الله علة شرنا؟ يقول الرسول، إن الحكماء “حمقوا فى أفكارهم… وعبدوا المخلوق دون الخالق” (رو1: 21 – 25)… لأنه ماذا يقول؟ هل ننزع الخليقة أيضاً؟ [349]].

هل تبحث عن  كيف تفاعل داود مع الامتحان؟

ه – وهل نستبعد أعضاءنا أيضاً؟ يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لنترك الخليقة ونأتى إلى أعضائنا، فحتى هذه نجدها سبباً فى هلاكنا، إذا لم نأخذ حذرنا. وهذا ليس عن طبيعة الأعضاء، بل بسبب تراخينا أيضاً. لقد وهبنا عيوناً نعاين بها الخليقة، فنمجد السيد الرب. ولكن متى نسيء استخدامها، تصير خادمة للزنا. وقد أُعطينا اللسان لنُعلّمِ حسناً، ونُسَبِّح الخالق، فإذا لم نحترز لأنفسنا، يصير علة تجديف. وأخذنا الأيادى لنرفعها فى الصلوات، لكننا إذاً لم ننتبه، نجدهما تعمل فى الطمع والجشع. ووُهبنا الأقدام لتسير فى الصلاح، وبإهمالنا تتسبب فى أعمال شريرة[350].].

و – حتى الصليب عند الهالكين جهالة. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [بالتأكيد لا يوجد شئ يؤدى بنا إلى الخلاص أكثر من الصليب. لكن هذا الصليب صار جهالة للهالكين: “لأن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله” (1كو1: 18). ويقول أيضاً: “ولكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوباً لليهود عثرة ولليونانيين جهالة” (1كو1: 23) [351].].

ز – صار الرسل رائحة موت لكثيرين. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [والرسل صاروا رائحة موت لكثيرين. من يقدر أن يُعلِّم أفضل من القديس بولس والرسل؟! لكنهم صاروا رائحة موت لكثيرين. إذ يقول الرسول بولس: “لهؤلاء رائحة موت لموتٍ، ولأولئك رائحة حياة لحياةٍ” (2كو2: 16). الضعيف (الرافض) يؤذيه حتى الرسول بولس، وأما القوى فلا يقدر أن يؤذيه حتى إبليس؟! [352].].

ح – فى المسيح تعثّر كثيرون. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [لننتقل بحديثنا إلى يسوع المسيح نفسه. من يقدر أن يقدِّر خلاصه؟! ما أكثر النفع الذى جنيناه من حضوره معنا! لكن هذا المجئ المبارك بعينه صار علة دينونة لكثيرين. “قال يسوع: لدينونة أتيت أنا إلى هذا العالم، حتى يبصر الذين لا يبصرون، ويعمى الذين يبصرون” (يو9: 39). ماذا نقول يا إخوتى: هل يصير النور سبباً فى العمى؟! ليس النور بل الشر الذى ملأ عيون النفس، فحجب عنها معاينة النور[353].].

هل تبحث عن  معجزة صيد السَّمَك امر واقع، والمسيح حقَّقها

ط – استفد من إبليس. يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [يمكن أن نتعلم هذا من القديس بولس الرسول، إذ يكتب بخصوص الزانى قائلاً: “أن يُسلم مثل هذا للشيطان لهلاك الجسد لكى تخلُص الروح” (1كو5: 5). انظروا حتى الشيطان، قد صار سبب خلاص، لا بطبيعته ولكن بمهارة الرسول كالطبيب الذى يُحضر حية ويستخرج منها دواءً… لذلك لا نخاف الشيطان بالرغم من كونه روحاً بغير جسد. فليس شيءٍ أضعف من ذاك الذى جاء بهذه الكيفية أنه غير جسدى، ولا شئ أقوى من الشجاع ولو كان يحمل جسداً قابلاً للموت! [354].].


[346] المؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007، ص155.

[347] المؤلف: “هل للشيطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007، ص156.

[348] المؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007، ص156.

[349] للمؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007ص156 – 157.

[350] للمؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007ص 157 – 158.

[351] للمؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007ص 158.

[352] للمؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007ص 158.

[353] للمؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007ص 159.

[354] للمؤلف: “هل للشيطان سلطان عليك؟ عن” من كتابات القديس يوحنا الذهبى الفم “، 2007ص 159.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي