كارت التعريف بالسؤال
البيانات | التفاصيل |
---|---|
التصنيفات | أسئلة وأجوبة, الأصحاح الأول من سفر التكوين, الكتاب المقدس, بدء الخليقة – بحسب سفر التكوين, دراسات في العهد القديم |
آخر تحديث | 11 أكتوبر 2021 |
تقييم السؤال | من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية |
كيف نسترد صورة الله فينا؟
يليق بنا أن نتطلع إلى عطية الله لنا، أي صورته، كوزنة ثمينة يلزمنا ألا نستهين بها. أما وقد أفسدنا هذه العطية، لم يتركنا الذي أحبنا في فقداننا لها، فنزل إلينا وحقق الخلاص بتقديم ذاته ذبيحة عنا، ورد لنا الصورة. يليق بنا ألا نتهاون بعد بهذه الصورة الثمينة. هذا ما أكده السيد المسيح بقوله: “أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله” (مت22: 21؛ مر12: 17؛ لو20: 25). يقدّم لنا العلاّمة أوريجينوس تفسيراً رمزياً لكلمات السيِدَ هذه، إذ يقول: [يحمل الإنسان صورتين؛ الأولى استلمها من الله عند الخلقة… والأخرى صورة الإنسان الترابي (1كو15: 49) التي أخذها بسبب عصيانه وخطيَّته عند طرده من الفردوس وقد أغراه “رئيس هذا العالم” (يو12: 31). كما أن العُملة أوالفلس بها صورة لسلطان هذا العالم، هكذا من يتمّم أعمال رئيس الظلمة (أف6: 12) يحمل صورته. لذلك يأمر يسوع بإرجاع هذه الصورة ونزعها عنّا حتى نتقبّل الأصل الذي عليه خُلقنا مشابهيَن لله. بهذا نرد ما لقيصر لقيصر وما لله لله… بنفس المعنى يقول بولس: “كما لبسنا صورة الترابي، سنلبس أيضاً صورة السماوي” (1كو15: 49). فالقول “أعطوا ما لقيصر لقيصر” إنما يعني: اتركوا صورة الترابي، القوا عنكم الصورة الأرضيّة لتنعموا بصورة الإنسان السماوي، عندئذ تعطون ما لله لله[183].].
يقول مار يعقوب السروجي: [كل واحدٍ منا نفسه هي وزنته، تحمل فيها صورة اللاهوت العظمى.
لا تطمرها في أهواء الشهوات السمجة، فتفسد الصورة العظمى الموجودة على النفس.
ذاك الديان يطالب بصورته منك، فأخرج وأعطه، لئلا تُشوه صورته من قبلك.
لو لم تكسب ربحاً مثل الوكيل (لو16: 2)، فأعِد إليه الشيء الذي أعطاك ولا توسخه.
كما أن صورة الملك مطبوعة جيداً على الدينار، النفس مطبوعة بصورة اللاهوت العظمى.
ولو فسدت الصورة البهية الموجودة على النفس، ستُرذل من قبل الله ولن تُقبل.
الرب الذي صوّر فينا صورته العظمى، ليدافع حنانه العظيم عنا في اليوم الأخير، وينجِّنا[184].].
[183] In Luc. Hom 5: 39.
[184] الميمر 83 التطويبات التي تكلم عنها ربنا في الإنجيل (راجع نص بول بيجان ترجمة الدكتور بهنام سوني). ملاطيوس برنابا، قصيدة لمار يعقوب السروجي في التطويبات الإنجيلية، فى المجلة البطيركية 74 – 48 (1985) 388 – 395.