كيف نفسر إرسالية كبير بيت إبراهيم كرمز لارسالية الروح القدس؟

كارت التعريف بالسؤال

البيانات التفاصيل
التصنيفات أسئلة وأجوبة, الحياة الروحية المسيحية – اللاهوت الروحي, ثمار الروح القدس
آخر تحديث 11 أكتوبر 2021
تقييم السؤال من 5 بواسطة إدارة الكنوز القبطية

 من كتاب كاتيكيزم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية – جـ2 – العقائد المسيحية – القمص تادرس يعقوب و الشماس بيشوي بشرى

كيف نفسر إرسالية كبير بيت إبراهيم كرمز لارسالية الروح القدس؟

فى دراستنا لسفر التكوين الأصحاح 24 لاحظنا أن تتابع الأحداث الخاصة بإبراهيم وأسرته حملت صورة رمزية لأحداث الخلاص، فإن كان ذبح إسحق بكر سارة يشير إلى صليب المسيح وقيامته، فإن إرسال كبير بيت إبراهيم بعد موت سارة لإحضار رفقة زوجة لإسحق من مدينة ناحور بحاران يشير إلى عمل الروح القدس الذى اجتذب الأمم من أرضهم الشريرة – عبدة الأوثان – ليقيمها عروساً لإسحق الحقيقى ربنا يسوع المسيح عوض سارة. استدعى إبراهيم عبده كبير بيته مدبر كل أمواله وسأله ألا يأخذ زوجة لابنه من بنات الكنعانيين الذين يسكن فى وسطهم بل يذهب إلى عشيرته فى منطقة ما بين النهرين (المصيصة) ويأتى إليه بزوجة من عشيرته، حتى لا يرتبط بكنعانية تسحب قلبه عن محبة الله وتشوه أفكاره وتفسدها. فى إصرار رفض إبراهيم أن يذهب ابنه إلى هناك، مؤمناً بأن الله الذى دعاه هو يرسل لابنه الزوجة التى تعينه فى طريق الرب كما كانت سارة معينة له.

لم يهتم إبراهيم فى اختيار زوجة لابنه أن تكون غنية أو جميلة إنما كان هدفه الأول أن تكون مقدسة ومؤمنة تعين ابنه فى حياته الروحية ولا تكون عائقاً له فى الطريق… لذلك أعطى الرب إسحق رفقة، امرأة جميلة المنظر والروح، كانت سرّ تعزية وفرح له كل أيام غربته.

هل تبحث عن  الكاثوليكون من رساله يعقوب ( 4 : 7 - 17 ) يوم الاحد

كان رئيس بيت إبراهيم يشير إلى الروح القدس الذى أرسله الابن الوحيد الجنس من عند الآب، فقد جاءنا إلى حياتنا كما إلى مدينة ناحور لينطلق بنا من أرضنا على جمال سيدنا إلى أرضه، أى يحملنا إلى سماواته لنوجد مع العريس السماوى إلى الأبد.

وكما يقول القديس يوحنا الذهبى الفم: [إذ أقام المسيح معنا عقداً (زواجياً) عين لى مهراً، لا من المال بل بالدم، هذا المهر هو عربون الصالحات: “ما لم تره عين ولم تسمع به أُذن ولم يخطر على بال انسان” (1كو2: 9). عين لى الأمور التالية مهراً: الخلود، تسبيح الملائكة، الخلاص من الموت، التحرر من الخطية، ميراث الملكوت العظيم، البرّ، التقديس، الخلاص من الشرور الحاضرة، اكتشاف البركات المقبلة. عظيم هو مهري!… جاء وأخذني، وعين لى مهري، قائلاً: أعطيك غناي. هل فقدت الفردوس؟ أرده لك… ومع هذا لم يعطني المهر كله هنا. لماذا؟ لكى أعطيه لك عندما تدخل الوضع الملوكي. هل أنت أتيت إليَّ؟ لا، بل أنا الذى جئت إليك… لا لكى تمكث فى موضعك، إنما آخذك معى، وأرجع بك. فلا تطلب منى المهر وأنت هنا فى هذه الحياة، بل كن مملوءاً رجاءً وإيماناً! [535]].

يأتينا الروح القدس كما على عشرة جمال لكى يقدم للكنيسة من غنى الله ويسحبها على الدوام نحو السماء لتنعم بكمال المجد. والعجيب أن الرجل جاء إلى بئر الماء وقت المساء ليطلب لإسحق عروساً. ما هذا البئر إلاَّ مياه المعمودية التى فيها يلتقى السيد المسيح بكنيسة كعروس له. وكما يقول الآب فيصريوس أسقف Arles: [لو أن الكنيسة لم تأت إلى مياه المعمودية لما ارتبطت بالمسيح[536].] كما يقول: [انظروا أيها الإخوة خادم إسحق، فقد وجد رفقة عن البئر وبدورها وجدت رفقة إسحق عند البئر. فالمسيح لا يجد الكنيسة ولا الكنيسة تجد المسيح إلاَّ بسرّ المعمودية[537].].

هل تبحث عن  كلمة منفعة ( الصليب ) لـ مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث

ويرى العلامة أوريجينوس فى البئر إشارة إلى الكتاب المقدس الذى فيه تلتقى النفس بعريسها، إذ يقول: [كانت رفقة تذهب إلى البئر كل يوم لتستقي ماءً فالتقت مع خادم إبراهيم وتزوجت بإسحق… تعلموا أن تأتوا إلى بئر الكتاب كل يومٍ لتستقوا مياه الروح القدس بلا انقطاع[538].].


[535] الكنيسة تحبك، 1986، ص61 – 66.

[536] Ser. 3: 85.

[537] Ibid 4: 85.

[538] In Gen. hom 2: 10.

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي