“أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر، وللهِ ما لله” (متى 22: 21)
كيف يمكننا ان نعيش واجباتنا السياسية؟
يفصل يسوع بين الدين والدولة، معتبراً أن لكل منهما وجهاً ودوراً يلتقيان في خدمة الانسان. إن انتظام الانسان في دولة ما هو لحمايته وتأمين سلامته وإعطائه صفة المواطن الذي يتنازل عن حقه بالحكم لصالح الجماعة الكبيرة التي تتعهده، ضمن إطار الحقوق الانسانية المشروعة والواجبات العادلة. لكن السؤال الصعب الذي أمامنا اليوم: هل ندفع الضرائب للدولة الحاكمة أم لا؟ خاصة في الحالات الصعبة، أي في حالة كانت الدولة معادية للإنجيل، أو كانت دولة محتلة أو دولة ظالمة؟
أن الواجبات للدولة مقدسة وضمن الواجب الديني. أراد يسوع بعبارة “أَدُّوا إِذاً لِقَيصَرَ ما لِقَيصر” (متى 22: 20) أن يعترف بحقِّ الحكومة القائمة التي تنظِّم حياة المواطنين. إذ كل سلطة هي من الله” يقول بطرس الرّسول (2 بطرس 1: 3). ويتوجب علينا أن نطيع القوانين ما دامت هذه القوانين لا تطلب منا ما يخالف إيماننا وضمائرنا وولاءنا الرئيسي للربّ. أنّه في المكان الذي يُحترَم فيه الله، يستطيع الإنسان أن يتنفّس بحريّة وتُصبح الدولة المكان الذي يجد كلُّ واحدٍ فيه مكانهُ.
نعيش واجباتنا السياسية ليس بإقامة مملكة روحية بعيدة عن واقعنا، مملكة مثالية، بعيدا عن عبء الحياة، لكن بقدر ما نحافظ على كرامتنا وكرامة الانسان الذي “خلقه اللهُ على صُورَتِه ومثاله (التكوين 1: 26)، ولا نسمح لأي شخص او شيء، او قوة تقضي عليها.