لقد كان مار يوسف موضوع حب وانعطاف الثالوث الاقدس فالاب والابن والروح القدس
قد غمروه بنعمهم وقد راينا بأعجاب العلائق السرية التي كانت بين البار وبين كل اقنوم
من الاقانيم الالهية اما اليوم فلنتأمل بصلته العامة بالثالوث الاقدس .اله واحد في ثلاث اقانيم هذا هو سر ايماننا العظيم وقبلة احترام وسجود وحب الملائكة والبشر .الله الاب خالق كل مايرى وما لا يرى . الله الابن مخلص العالم ، الله الروح القدس مقدس العالم .
اقانيم ثلاثة يتميز بعضهم من بعض وهم مع ذلك اله واحد ابدي قادر على كل شيء .
لا يستطيع عقل مخلوق ان يدرك سر الثالوث الاقدس . فاننا نؤسن بوجوده ولكننا لن نراه ولن نعرفه الا بنور المجد الابدي . ويعلمنا الايمان ان هذا السر هو كل عجائب الطبيعة والنعمة وانه لا شئ على الارض يقدر ان يطلعنا على عظمته غير المحدودة .
ومع ذلك فان الحكمة الالهية شاءت ان ترسم لنا صورة من كمالات هذا السر المهيب .
فقد اوجدت ما بيننا ولخلاص الجنس البشري عائلة مؤلفة من اقانيم ثلاثة حاملي الذكر
في اعين الناس لكن سكان السماء كانوا ينظرون اليهم بعين الاحترام والاندهاش .
ثالوث ارضي وهم يسوع ومريم ويوسف . يسوع ابن الله ومخلص العالم . ومريم ام ابن الله وملكة الملائكة والبشر ، ويوسف ممثل الله على الارض عريس مريم و ابو يسوع بالذخيرة . تلك هي عائلة الناصرة عائلة الله وعائلة يوسف النجار معاً . عائلة لا ند لها ، موضوع رجاء وتعزية البشر . مثال وخلاص كل عائلات الارض . وفي وسط هذه العائلة المقدسة قد اكتمل سر اتحاد اللاهوت بالناسوت . مابين هذه ولد مخلص الجنس البشري ونما تحت ظل ام عذراء مباركة بين النساء وظل رجل بار محط اسرار السماء . ذاك المخلص المسجود له ، ابن الله الوحيد ، هو ابن مريم حقا وهو ايضا ابن يوسف . فقد حمله على ذراعيه وضمه الى قلبه ورآه مدة ثلاثين سنة يشتغل بصحبته اشغالا وضيعة يشاطره محنه يقاسمه خبز اتعابه ويكرمه اكراما لا نهاية له لم يكن البشر ليعرفوا قيمته . اجل ان العائلة المقدسة هي الثالوث الارضي هي صورة كاملة للثالوث السماوي المتحدة اقانيمه اتحادا جوهريا وكما تربط الاقانيم الالهية ربط متبادل لا يوصف في المبدأ والمجد والقدرة . كذلك بين اقانيم الثالوث الارضي علائق متقابلة في الانتخاب والوظائف والقدرة والمحبة . في السماء الاقانيم الالهية منجذب بعضها الى بعض والخلائق منجذبة اليها طرا بعواطف الحب . ليتم اندماجها في الوحدة الالهية . وعلى الارض اعضاء العائلة المقدسة تسكن سوية ، تتبادل علامات الاكرام والخضوع والحب ، مقدمة لمجد الله كل افكارها واقوالها واعمالها ، جامعة في تقدماتها لله اكرام جميع البشر المفتدين بالسر الالهي الذي جمعهم . ويوسف هو راس تلك العائلة الكريمة . فكخطيب مريم وابي يسوع ومربيه له الحق بان يدبر الام وولدها ويبلغهما اوامره الابوية ! وأنكم محظوظون بان تدعوا ابناءه فتهيؤا دلالا واطربوا فرحا لما حباه الله من نعم لا توصف بلسان ولا تحصى بقلم اكرموه كما اكرمته مريم ، احبوه كما احبه يسوع لتكن هذه الاسماء الثلاثة <<< يسوع ومريم ويوسف >>>احلى من شهد العسل في شفاهكم واطبعوها في اعماق قلوبكم .