كم كانت ألامك عظيمة يا من تمسكت بسيدك رجل الاوجاع.. يا من غلت أحشائك في داخلك من فرط الالام.. فقدت كل شيْ.. لكنك لم تفقد الرجاء لأن الرجاء لا يخزي.. يا من تجددت جراحك فلم تعرف الراحة ليل نهار.. يا من فنت أمالك و أرث قلبك.. فلم تخرج شفتيك تجديفا.. بل خضعت تحت يد الله.. كم مرة طلبت معونة منه.. كم مرة طلبته..؟ فلم تجد إلا صمتا و حيرة! كم علا أنين قلبك ؟ يا من بكيت في الماضي لمن عثر يومه و حزنت للمتألم.. في راحتك ورفعتك أحسست بالبائس.. وأسعدت الأرملة.. قد فاجئك الظلام و أنت مستريح.. و إذدادت الآمك ألام علي ألام.. لم يشعر بك الأقربين..ولم يفهمك الحكماء.. فصرخت لمن هو ألصق لك من الأخ.. كم كنت عظيما ! فالرب نفسه شهد لبرّك قائلا : ” ليس مثله في الارض رجل كامل و مستقيم.. يتقي الله و يحيد عن الشر”.. قد هاج عليك ألاسد فأفترس كل ما لك حتي كرامتك! و لكنك تمسكت بالكامل الذي لا يرفض و لا ينبذ و لا يصنع جورا.. تمسكت بمن تضايق معك في كل ضيقتك.. بالأقرب إليك من الكل.. الذي يفهمك كم لم يفهمك أحد.. فطوباك لأنه لك.. فحاشا للقدير أن يصنع ظلما