“لماذا اختار كلمة الله أن يُولَد من امرأة (غل 4: 4) ولم ينزل من السماء بغير جسدٍ بشريٍ، أو على الأقل كان يحمل جسدًا سماويًا من صنع يديّ الله دون ولادته من امرأة؟
1. إذ أخذ جسدًا في أحشاء العذراء مريم، صار كلمة الله ليس فقط إنسانًا، وإنما عضوًا في الجنس البشري من نسل آدم، من ذرية إبراهيم، من سبط داود الملوكي.
خلال بنوته الحقيقية للقديسة مريم، ربط نفسه بحقيقة وجودنا المتواضع[80]. بمعنى أخر، خلال أمومة القديسة مريم سرى دمنا في عروقه حتى يسفكه غفرانًا لخطايانا.
2. خلال أمومة العذراء لله اتحد الجانبان معًا ليتصالحا: الله والإنسان. فقد أراد أن يُخَلِّصنا كرئيس كهنة كامل ووسيط بدخوله إلينا، كأخٍ لنا، وليس كغريبٍ عنا.
3. يُقَرِّر القديس أغسطينوس بأنه لو أن ابن الإنسان رفض التجسد في أحشاء العذراء، ليَأِست النسوة ظانات أنهن خليقة فاسدة. فخلال بنوته لها أعاد كرامة هذا الجنس، وأعلن صلاح كل الخليقة