لماذا وُلد السيّد المسيح من امرأة أو عذراء؟

فيجيب القدّيس أغسطينوس، قائلاً:

v لو تجنّب الميلاد منها، لظننا كما لو كان الميلاد منها ينجِّسه، مادام جوهره لا يتدنّس فلا خوف من الميلاد من امرأة.

v بمجيئه رجلاً دون ولادته من امرأة، يجعل النساء ييأسْنَ من أنفسهن متذكّرات الخطيّة الأولى…

وكأنه يخاطب البشريّة، قائلاً: ينبغي أن تعلموا أنه ليس في خليقة الله شرًا، إنّما الشهوة المنحلّة هي التي أفسدت الخليقة.

انظروا، لقد وُلدت رجلاً، ووُلدت من امرأة، فأنا لا احتقر خليقتي، بل ازدري بالخطيّة التي لم أجبلها…

لنفس السبب نجد النساء هن أول من بشرن بالقيامة للرسل. ففي الفردوس أعلنت المرأة عن الموت لرجلها، وفي الكنيسة أعلنت النساء الخلاص للرجال.

القدّيس أغسطينوس

يُعلّق هلفيديوس في أواخر القرن الرابع على قول الإنجيلي:

“قبل أن يجتمعا وُجدت حبلى”،

بأن في هذا دليل ضمني على اجتماعهما بعد ولادة السيد، ناكرًا بتوليّة القدّيسة مريم،

وقد سبق لي معالجة هذا الأمر في شيء من التوسّع، لذا أكتفي ببعض عبارات للقدّيس جيروم في الرد عليه:

[لو أن انسانًا قال:

قبل الغذاء في الميناء أبحرت إلى أفريقيا”،

فهل كلماته هذه لا تكون صحيحة إلا إذا أرغم على الغذاء بعد رحيله!

وإن قلت أن “بولس الرسول قُيّد في روما قبل أن يذهب إلى أسبانيا”،

أو قلت “أدرك الموت هلفيديوس قبل أن يتوب”

فهل يلزم أن يحلّ بولس من الأسر ويمضي مباشرة إلى أسبانيا، أو هل ينبغي لهلفيديوس أن يتوب بعد موته؟

فعندما يقول الإنجيلي “قبل أن يجتمعا” يُشير إلى الوقت الذي سبق الزواج مظهرًا أن الأمور قد تحقّقت بسرعة حيث كانت هذه المخطوبة على وشك أن تصير زوجة…

وقبل حدوث ذلك وُجدت حُبلى من الروح القدس… لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة

ابونا تادرس يعقوب ملطى

مشاركة عبر التواصل الاجتماعي